شاكر محمد... إلى البلاد رغم البرد

17 نوفمبر 2016
حياتنا في أفغانستان لن تكون أسوأ (العربي الجديد)
+ الخط -
رغب في الدراسة كثيراً، أسوة بكثيرين من أقرانه، لكنّ تردّي الأوضاع المعيشية في بلاد الغربة حال دون تحقّق حلم شاكر محمد. مذ ولد الشاب الأفغاني في باكستان، كان فقيراً وما زال، فحُرم من التعليم ومن كلّ ما ينعم به أبناء الأثرياء.

شاكر محمد في الخامسة والعشرين من عمره، وقد مارس مختلف الأعمال في الأسواق منذ نعومة أظافره. لكنّه لحدّ الآن، لم يتمكن من بلوغ مبتغاه وهو أن "تعيش أسرتي في رفاهية".
بالنسبة إلى الشاب، فإنّ الدراسة كانت أمله الوحيد، لكنّ أحوال الأسرة وعجز الوالد عن توفير ما تحتاج إليه، أجبره على التسرّب المدرسي واللجوء إلى السوق بهدف مساعدة والده المسكين. يُذكر أنّ همّ الوالد الوحيد كان تأمين لقمة العيش لأفراد الأسرة التي تعيش في أوضاع سيئة في باكستان. واليوم، يشتغل محمد مع ثلاثة من إخوته في حفر الآبار، وهو العمل الأكثر شقاء الذي مارسه الشاب إلى حد الآن. لكن، لا خيار آخر.

تسكن عائلة شاكر محمد في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد. كان مخيّم اللاجئين في ضواحي المدينة نعمة لللاجئين الأفغان القاطنين فيه، وكذلك للباكستانيين الذين أتوا من مناطق الشمال الغربي والمناطق القبلية بعدما تنامت مظاهر التسلح والعمليات العسكرية.

في العام الماضي، قرّرت السلطات الباكستانية إزالة المخيّم المعروف بـ "كتشي أبادي" أو منازل الطين. منذ ذلك الحين، تفاقمت معاناة عائلة محمد، إذ هي تنفق نصف ما يكسبه الشاب كبدل إيجار المنزل. يُذكر أنّ العائلة ما زالت تفتقر إلى كثير من احتياجات الحياة. لا كهرباء ولا غاز، فهي بالتالي تعاني من حرّ الشمس في الصيف ومن البرد القارس في الشتاء. والمؤسف بحسب محمد أنّ "لا أمل من أيّ نوع في تغيير حياتنا".

لم يعد محمد يعارض العودة إلى أفغانستان، وفق قرار السلطات الباكستانية القائل بترحيل جميع الأفغان. "حياتنا في أفغانستان لن تكون أسوأ مما هي عليه هنا. على أقل تقدير، ذاك بلدنا ولنا فيه عشيرة وقبيلة. وفوق كل ذلك نحن نملك هناك منزلاً، وقطعة أرض قد نستفيد منها في المستقبل".

هو يريد العودة "على الرغم من برودة الجو، لأنني تعبت في الغربة". لكن، ثمّة مشكلة اليوم وهي أنّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت وقف عملية تسجيل اللاجئين العائدين إلى البلاد، ومنحهم المبلغ الخاص الذي تخصصه لهم في مقابل البطاقة التي كانت الحكومة الباكستانية قد منحتها لهم بالتنسيق معها.

المساهمون