كونفوشيوس وسقراط وبوذا "نسويون"

15 اغسطس 2015
كونفوشيوس حثّ على الإفادة من النساء (Getty)
+ الخط -
يُعرف عن كونفوشيوس وسقراط وبوذا اليوم أنّهم عادوا حقوق المرأة. ومع ذلك فأستاذة التاريخ البريطانية بيتاني هيوز تحاول أن تبدّل تلك النظرة إلى هؤلاء الفلاسفة، بحسب تقرير في صحيفة "تلغراف".

وفي المعلومات التاريخية، فإنّ بوذا ترك زوجته وابنه المولود حديثاً ليبدأ ترحاله على طريق التنوير. أما سقراط فيعرف عنه أنّه تزوج من امرأتين، إحداهما زانثيب التي عرفت باحتقارها لزوجها الفيلسوف، وكذلك لزوجته منافستها الأصغر. بدوره، كان كونفوشيوس سعيداً وسط تلامذته الذكور. وتقول بعض الروايات إنّ الحكيم الصيني تجاهل زوجته وابنته وهو على فراش الموت. بينما تنكر روايات أخرى وجودهما أساساً.

ومع تلك الأفكار الشائعة عنهم، فإنّ القراءة ما بين السطور لدى كلّ من سقراط وبوذا، تظهر أنّ من البديهي بالنسبة لعصريهما أن يشركا المرأة في التغيير الفكري الذي ينشدانه. كذلك، أكد كونفوشيوس أنّ قيمة العائلة وثقافة وقدرات كلّ الأدمغة البشرية يمكن أن تستفيد من النساء.

بحثت هيوز طوال الأشهر الأخيرة في حياة الشخصيات الثلاث، وتقول إنّها فوجئت بما اكتشفته. فقد تبيّن لها أنّهم أصحاب أفكار ثورية سابقة لعصرها في حقوق المرأة. ففي اليونان القديمة وُصفت النساء بالكلاب، والشياطين، والفاسدات. وفي الهند والصين حُبست الإناث في البيت منذ سن العاشرة.

ومع ذلك، فقد توصل الفلاسفة الثلاثة الذين نادوا بأنّ البشر في قوة فكرهم وتغذية روحهم يصلون إلى السعادة والخير، إلى خلاصة منطقية مفادها أنّ من غير الممكن إلغاء نصف البشرية (النساء) من معادلتهم.

يقول سقراط، بحسب ما نقل عنه أفلاطون في "الجمهورية"، إنّ النساء يجب أن يكون لهن نشاط كبير في المجتمع. وإذا لم يحصل هذا فإنّ "الدولة لن تسير إلاّ بنصف واحد من قدرتها". كذلك يقول: "إذا كان علينا أن نستخدم النساء كالرجال، لا بدّ من تعليمهن ما يتعلمه الرجال".

بدوره، صدم بوذا المجتمع عندما أعلن أنّ النساء كالرجال، لديهن القدرة على التنوير. ومن حقهن أن يصبحن راهبات حتى.

أما كونفوشيوس فاعتبر، بعكس مجتمعه، أنّ المرأة "إنسان"، والإنسان ـ ذكراً أم أنثى ـ جزء فاعل في بناء النظام الاجتماعي ـ الأخلاقي.

إقرأ أيضاً: طنجرة أمي لها غطاء
المساهمون