رعب البراميل المتفجرة يزيد حالات الإجهاض في الفلوجة

06 يوليو 2015
الانفجارات تقتل الأجنة والأمهات
+ الخط -

أعلنت مصادر طبية في محافظة الأنبار العراقية، أن حالات الإجهاض تتزايد لدى النساء الحوامل في مدينة الفلوجة وضواحيها، بسبب البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الجيش على الأحياء السكنية، مسببةً دوياً هائلاً يسفر عن حالات إغماء شديدة بالنسبة للحوامل، تنتهي بإسقاط الطفل ووفاته.

وقال مصدر طبي في مستشفى الفلوجة التعليمي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "البراميل المتفجرة تسبب دوياً هائلاً، وضغطاً شديداً في الهواء، وصدمة عالية لحظة انفجارها، تسفر عن إحداث صدمة رعب لدى العديد من النساء الحوامل، تنتهي بالإجهاض وحالات الإغماء الشديدة والنزف الحاد؛ انتهت أغلبها بوفاة الأم والطفل معاً، وقد وصلتنا العديد من هذه الحالات".

وأوضحت طبيبة النساء والتوليد، عبير العاني، لـ"العربي الجديد" أن "الانفجارات تسبب اضطرابات نفسية حادة للمرأة الحامل، وما يسفر عن ذلك من خطورة كبيرة على حياة الأم والطفل معا، وبالتالي تكون لدينا عدة حالات خطيرة: إما إجهاض الطفل، وهو ما نسميه بالـ(إسقاط)، بسبب الصدمة التي تتعرض لها الحامل لحظة الانفجار، أو الولادة المبكرة للطفل والتي قد تسبب له مضاعفات خطيرة وربما الوفاة، أو إحداث حالات من التشوه للطفل، أو وفاة الأم".

وتتابع العاني: "وصلتنا العديد من الحالات لنساء فقدن وعيهن بالكامل وتعرضن لنزيف حاد تسبب في إجهاض الطفل أو ولادته قبل موعد الولادة ووفاته، وحالات أخرى وجدنا الأم والطفل متوفيين نتيجة الصدمة الهائلة التي تعرضت لها الأم والناجمة من انفجار البراميل المتفجرة".

القابلة أم صلاح (57 عاماً) تقول: "واجهنا العشرات من حالات الولادة المبكرة والإجهاض الناجم عن البراميل المتفجرة والصواريخ وقنابل الطائرات، خاصةً في الليل، حيث يزداد القصف بشكل كثيف وبلا رحمة على الأحياء السكنية، ويتعذر الوصول إلى المستشفى تحت قصف الطائرات، لذلك حصلت العديد من حالات الولادة المبكرة والإجهاض، بسبب تلك الانفجارات والقصف العنيف".

اقرأ أيضا:حروب العراق حرمت مواطنين صحّتهم وأعضاءهم

وتروي أم صلاح أن أكثر ما يحزنها منظر الأطفال الصغار وهم تلدهم أمهاتهم متوفين، بعد حالات الإغماء التي تعرضن لها بسبب شدة الانفجارات، خاصة إذا كانت الأم تنتظر هي وزوجها هذا الطفل منذ سنوات طويلة، وإذا به تقتله البراميل المتفجرة وهو في بطن أمه.

وتعتبر البراميل المتفجرة إحدى أخطر الأسلحة التي تستخدمها الحكومة العراقية في قصف المدن والأحياء السكنية المناهضة لسياسات الحكومة، وتحدث دماراً هائلاً ودوياً يسمع على بعد أكثر من 30 كيلومترا.

وقال خبير المتفجرات، مازن الدليمي، لـ"العربي الجديد" إن "البراميل المتفجرة التي تستخدمها الحكومة العراقية في قصف الأحياء السكنية في الفلوجة وضواحيها، تزن حوالى نصف طن من المواد شديدة الانفجار كمادتي الـC4 والـTNT، وتحدث هاتان المادتان لحظة انفجارهما بكمية كبيرة صدمة هائلة تضغط جزيئات الهواء، وفراغاً كبيراً في مكان الانفجار، يسبب دماراً هائلاً جداً، وتمزقاً في أنسجة الجسم بالنسبة للأشخاص القريبين من مكان الانفجار".

ويضيف الدليمي: تعتبر البراميل المتفجرة من الأسلحة المحرمة دولياً وتستخدمها الحكومة العراقية بكثافة في الأحياء السكنية في الفلوجة منذ عامٍ ونصف، ما أسفر عن تدمير المئات من المنازل بالكامل، وقتل آلاف المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال".

وقتلت البراميل المتفجرة، خلال شهر رمضان الجاري، في مدينة الفلوجة، أكثر من 250 مدنيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، حين كثف الجيش العراقي والمليشيات المساندة له قصف الأحياء السكنية بتلك البراميل.

وقال الخبير العسكري السابق، عبدالعزيز الراوي، لـ"العربي الجديد" إن الحكومة العراقية تستخدم أساليب وأسلحة إبادة جماعية، والبراميل المتفجرة إحدى هذه الوسائل والأسلحة، وهي محرمة دولياً، وكانت تستخدم في الحروب لإبادة التجمعات البشرية للعدو بأكبر قدر ممكن. والمخزي أن المجتمع الدولي صامت أمام جرائم الحكومة بحق السكان المدنيين في الفلوجة وضواحيها، وهذا يعني اشتراك الجميع في جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون، فلم يسلم من إجرام العبادي وحكومته حتى الأجنة في بطون أمهاتهم".


اقرأ أيضا:الأمم المتحدة: ثمانية ملايين عراقي يحتاجون المساعدة
المساهمون