الربو والحساسية.. دليل الوقاية من أزمات الصيف

14 يونيو 2015
نصائح للوقاية من أزمات الربو في الصيف (العربي الجديد)
+ الخط -
في الصيف.. يزداد تلوث الأجواء وتتكاثر الفطريات نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة وينتشر "غبار الطلع"، وكل هذه الأسباب تؤدي لإثارة نوبات الربو الشعبي عند الأشخاص ذوي القابلية للإصابة به.

ويحدث تلوث الجو، خاصة في المدن الكبرى، كنتيجة للملوثات المتعددة ومن أهمها عوادم السيارات ووسائل النقل الأخرى والمعامل وأجهزة التبريد ورمال الصحراء، ويزداد التلوث كلما ارتفعت حرارة الجو، وكلما سكنت تيارات الهواء، واكتظت الشوارع بوسائل النقل، ما يزيد فرص الإصابات بنوبات الربو.

وتزيد أيضا نسبة "غبار الطلع" الناتج عن تلاقح النباتات في الربيع، وتبقى مرتفعة في فصلي الصيف والخريف، وخصوصا في الأيام المشمسة والجافة والتي تكثر فيها الرياح.

كذلك يمكن أن تحدث نتيجة للسع بعض الحشرات كالنحل والدبابير أو جراء التعرض للدخان، أو بسبب التعرض للكلور الذي يضاف لحمامات السباحة، أو بسبب تناول بعض الفواكه والخضار، كما يمكن أن تحدث بسبب تبدل درجات الحرارة أو الرطوبة.

- ما أعراض نوبات الربو؟
عند تعرض أشخاص ذوي قابلية لمثيرات الربو، تفرز أجسامهم كيماويات تؤدي لتهيج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي والعينين، ومن ثم تبدأ النوبة بالعطس المتكرر، واحتقان الأنف وسيلانه ودموع العينين وشعور بحكة في الحلق، لكنها سرعان ما تتطور للسعال، وضيق التنفس المصحوب بالصفير عند الزفير، ويحدث ضيق التنفس بسبب انقباض العضلات الموجودة في جداران الشعب الهوائية، وتستمر النوبة لعدة ساعات وقد تمتد لأيام (أو حتى أسابيع) ما لم يبعد المصاب عن العامل أو العوامل المسببة للحساسية، أو يعالج معالجة فعالة ضد نوبات الربو.

- ما الإجراءات الوقائية لمنع نوبات الربو؟
* يمكن منع حدوث نوبات الربو أو على الأقل إمكانية التقليل من دوريتها وحدّتها عند الأفراد المعرضين لهذه النوبات، عبر اتباع الإجراءات التالية:
- تجنب الخروج من البيت في الأيام الحارة وعالية الرطوبة، والبقاء في أجواء نظيفة مغلقة ومكيفة خلال النهار.

- تحاشي زيارة الحقول والبراري في الأيام التي يكون فيها تعداد غبار الطلع مرتفعا.

- غسل الجسم والشعر وتغيير الثياب بعد العودة من أي زيارة خارج البيت، للتخلص من غبار الطلع الذي قد يكون علق بالجسم والملابس.

- تنظيف كل الأماكن التي يمكن لغبار الطلع والعث أن يقبع فيها، بما في ذلك زوايا الغرف والرفوف، وأغطية الأسرّة والسجادات (التي يجب أن تغسل بالماء الساخن)، مع الحرص على استخدام المكنسة الكهربائية يوميا وارتداء الأقنعة الواقية أثناء التنظيف.

- تفادي كل ما فيه احتمال إثارة نوبة الربو من طعام أو شراب أو لباس، وتجنب لسع الحشرات، وكذلك تجنب الأسباب المؤدية للقلق والتوتر قدر المستطاع.

- تناول الأدوية الوقائية التي يصفها الطبيب، واصطحاب بخاخات الاستنشاق inhalers بصفة مستمرة لاستخدامها عند الحاجة، خاصة لمن ينوي ممارسة الرياضة.

- إغلاق النوافذ أثناء الليل، واعتماد التكييف المنزلي كوسيلة للتبريد.

ويعتمد الطبيب في علاج نوبات الربو الأولي، على مضادات الهيستامين وموسعات الشعب الهوائية.

يمتلئ الجو خلال الصيف بملوثات مختلفة 


** أمراض الحساسية الصيفية الأخرى
تظهر أمراض الحساسية الناجمة عن التعرض لغبار الطلع الصادر عن الأعشاب والحشائش أشكالا أخرى غير الربو الشعبي، وتعتبر حساسية والتهاب الأنف والعينين من أكثر الأنواع شيوعا، وتزداد حدة هذه الأعراض مع ارتفاع نسب تلوث الجو، خاصة في درجات الحرارة العالية وعند سكون الريح.

وقد تحدث ردود فعل تحسسية جلدية وجهازية عامة من لسع الحشرات، ومن العث الذي يستعمر الأقمشة والسجاد، ومن الجدير بالذكر أن القابلية لحدوث أشكال الحساسية المختلفة تنتقل وراثيا في العائلات، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب في ردود أفعال الجهاز المناعي عند التعرض لمثيرات الحساسية، مما يؤدي لإفراز مجموعة من الكيماويات مثل الهيستامين (Histamines) والليوكوترايين (Leukotrienes) من حبيبات الخلايا البدينة (Mast cell granules).

* ما أعراض الحساسية بشكل عام؟
تحدث أعراض الحساسية بسبب تهيج واحتقان الأغشية المخاطية المختلفة، مما يؤدي إلى سيلان الأنف واحتقانه، ودموع العينين والشعور بالحكة فيهما وتشكل هالة سوداء حولهما، والعطس، والسعال (الذي قد ينبئ ببداية نوبة الربو).
وتتصف الحساسية الناجمة عن لسعات الحشرات بتورم مكان اللسعة مع الحكة الشديدة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي لسع الحشرات لأعراض عنيفة، تشمل تورم البلعوم واللسان، والغثيان والقيء والدوار، وفي حالات نادرة يمكن أن تحدث صدمة عنيفة تحتاج للإسعاف الفوري.

اقرأ ايضا دراسة: المنظفات العادية قد تثير أعراض الربو

* كيف يشخص الأطباء الحساسية؟
لتشخيص الحساسية يعتمد الأطباء بشكل عام على دراسة التاريخ المرضي والعائلي والفحص السريري، وفي بعض الأحيان قد يحتاج الطبيب، خاصة في حالات الحساسية المتكررة والمزمنة، لاختبارات الحساسية الجلدية لمعرفة العامل (أو العوامل) التي تؤدي لرد الفعل التحسسي، ويجرى هذا الفحص بحقن قطرات من خلاصات عدد من عوامل الحساسية المعروفة تحت جلد الذراع، ويظهر التحسس لمادة معينة على شكل تورم مكان الحقنة الجلدية.

* كيف تعالج أمراض الحساسية؟
- يستخدم الطبيب مضادات الحساسية ومنها مضادات الهيستامين Antihistamines ومضادات الاحتقان Anticongestants وقطرات وبخاخات الأنف، وقطرات العين المضادة للحساسية، كما يستخدم عقار Cromolyn الوقائي، وهو واحد من مثبتات حبيبات الخلايا البدينة، والذي يعمل على التقليل من شدة وتكرارية نوبات الربو.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يحبذ استخدام قطرات أو بخاخات الأنف لفترة تزيد عن الثلاثة أيام (لأن مفعولها يضمحل ويصبح المريض معتمدا عليها بعد هذه الفترة).
وقد يضطر الطبيب لوصف مركبات الكورتيزون، سواء على شكل بخاخ أنفي أو عقار دوائي، إذا لم يستجب المريض لهذه العلاجات الأولية، وهناك علاجات أخرى حديثة لالتهاب الأنف المقاوم للعلاجات التقليدية مثل بخاخات LTRA (leukotriene receptor antagonists أو مضادات مستقبلات الليوكوترايين).

- وتبقى المعالجة المزيلة للتحسس والداعمة للمناعة (Desensitization) كحل أخير في جعبة الطبيب، لمواجهة حالات الحساسية المزمنة والمقاومة، وتجرى بحقن الجلد بالمواد المولدة للأجسام المضادة (Antigens) بنسب ضئيلة، تزداد تدريجيا على مدار عدة أشهر.

- وفيما يخص لسعات الحشرات، فإنها تعالج بوضع كمادات باردة على موضع التورم بالإضافة لمضادات الهيستامين والمراهم الكورتيزونية، ويعطى المريض حقنة رافعة للضغط (Epinephrine) إذا كان رد الفعل عنيفا ومصحوبا بالصدمة، ويتم هذا تحت إشراف الطبيب، ويفضل أن يتم في المستشفى.

اقرأ أيضا: عقار جديد يقلص أزمات الربو المزمن
المساهمون