هل مصر الآن أفضل؟

02 يناير 2015
بعضهم كان يرغب في تجربة أن يكون ثائراً (الأناضول)
+ الخط -

كانت الحجة الرائجة أن الحاكم سيدمر هوية البلاد، وسيغير الأوضاع المستقرة فيها إلى الأسوأ، وأن إزالته عن رأس السلطة، ضرورة ملحّة حتى لا تتضرر مصالح الوطن والمواطن.

تم ترويج تلك الشعارات طويلاً، وصدقها الملايين، على طريقة "الزّنّ على الودان أمرّ من السحر"، وكان الآلاف مدفوعين بمصالحهم الضيقة، ورؤيتهم القاصرة، بينما كان رجال الدولة "القديمة"، التي لم تسقط يوماً، يدعمون إسقاط الحاكم رغبة في استعادة دولتهم التي تزلزلت أركانها بعض الشيء في 2011.

خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الرئيس، آلاف من هؤلاء قرروا التخلي عن إجازاتهم السنوية في سواحل مصر، أو خارج البلاد، للمشاركة في إسقاط الرئيس. سقط النظام، وفرح من أسقطوه، غنوا ورقصوا، بعضهم لم يكن يدرك مدى فداحة ما فعله بنفسه وببلاده، وبعضهم خدع نفسه أن العسكريين الذين سيطروا على السلطة بعد إطاحة الرئيس المنتخب، سيحققون الديمقراطية أو يعيدون الطابع المدني إلى الحكم، هذا الطابع الذي كان النتيجة الإيجابية الوحيدة لثورة أطاحت بالجنرال حسني مبارك ونظامه.

بعضهم كان يرغب في تجربة أن يكون ثائراً، ولو بالمشاركة في ثورة مضادة. آخرون كان كل همهم إسقاط ثورة يناير، ومعاقبة من شاركوا فيها. تعددت الأغراض والأهداف، لكنها اتفقت على إسقاط الرئيس المنتخب، الذي ترك الثورة المضادة تشتعل تحت قدميه.

مرت الأيام والشهور، واختفت شعارات يوليو 2013، فلا خارطة طريق أنجزت، بل تمت مناقضة كل ما قيل في الخارطة المزعومة التي أعلنها الجنرال في بيان الانقلاب، ولا وعود بالأمن والرخاء تحققت، الأمر لا يحتاج عيناً فاحصة لتكتشف أن الأوضاع باتت أكثر سوءاً على كل المستويات.

حتى شعارات النخبة الليبرالية، إن كان هناك فعلياً أي من هؤلاء، الخاصة بالحرية وتعدد الآراء، كلها توارت وتم العصف بها، من يخرج إلى الشارع معترضاً يعتقل، من يتظاهر ربما يقتل، من يكتب أو يعرض رأياً إعلامياً مخالفاً يعاقب ويتم إبعاده، حتى إن التظاهر الذي أسقط مبارك، ثم طارد الجنرال حسين طنطاوي وصولاً إلى عزل مرسي، حتى هذا بات جرماً في دولة ما بعد الثلاثين من يونيو.

أواصل مطاردة رفاق الميدان المنقلبين: ألا زلتم واثقين من صحة قرار الإطاحة بالرئيس المنتخب؟ هل مصر الآن أفضل مما كانت عليه في بداية 2013؟

أظن الإجابة باتت واضحة.
دلالات
المساهمون