غزة حقها تعيش.. أزمات القطاع المحاصر في هاشتاج

30 يونيو 2014
مجموعة من صور الهاشتاج (مواقع التواصل)
+ الخط -


"غزة حقها تعيش"، كلمات ثلاث تختصر ما يجول في خاطر كل فلسطيني يعيش في قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ سبع سنوات، ويمنع عنه مقومات الحياة.

يحاول الاحتلال بث الياس في نفوس الغزاويين بكل السبل، لكنه لم يتمكن ولو لساعة من نزع الأمل من قلوبهم، كلهم أناس محبون للحياة، وتواقون للحرية.

العبارة المهمة لاقت صدى واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قيام نشطاء بإطلاق هاشتاج "غزة حقها تعيش"، ورصدت المشاركات في الهاشتاج أشكال المعاناة في قطاع غزة من حصار وتجويع ونقص في المواد الأساسية، مرورا بإغلاق المعابر وانقطاع الكهرباء، إلى تأخر صرف الرواتب، وغيرها.

وشارك في الهاشتاج مئات الفلسطينيين، ليتحول إلى حملة شملت نشر صور وفيديوهات عن معاناة غزة ومعاناة بعض الأسر الفقيرة، ومشاركات خاصة بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين عموما، وأهل غزة تحديداً، علاوة على مطالبات بصرف رواتب موظفي الحكومة السابقة في القطاع.

الناشطة غالية عدنان، كتبت في مشاركة لها: "هل جربت أن تنام وأصوات الانفجارات حولك؟ الأبواب تهتز! شهداء وجروح، هل فكرت في أن تفقد أغلى ناس؟ هكذا نحن الآن ‫"غزة حقها تعيش" ‏غزة تحت القصف".

أما الصحافي سمير حمتو، فكتب: "غزة تتقلب على صفيح ساخن، فالتهديدات الإسرائيلية من جهة وقطع الرواتب عن 50 ألف أسرة منذ شهور، وتشديد الحصار وتوقيف محطة توليد الكهرباء وإغراق غزة في الظلام، اعتبارا من الليلة، واستمرار إغلاق معبر رفح، وشح المواد التموينية ونقص الأدوية، كلها منغصات وهموم تلاحق أهل غزة، وهي موضوعة بين يدي حكومة الوفاق والمصالحة".

ويضيف زميله عاطف أبو العلا: "غزة من حقها تعيش لأنها قدمت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وتعرضت لحصار استمر ثماني سنوات، هو الأحقر في تاريخ الإنسانية، كذلك فإن غزة التي يمكن الوصول إليها من ثمانية معابر، كلها مغلقة، وأهلها محرومون من التنقل والحركة والسفر والعلاج والدواء".

وتابع: "تطل غزة على البحر المتوسط، ولكنها ممنوعة من خيراته بسبب الحصار البحري، وهي محرومة من الكهرباء بسبب سياستي الحصار والإغلاق، ويبلغ عدد سكان غزة مليوناً وثمانمائة ألف مواطن، يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، ومئات الأدوية في غزة رصيدها صفر، ولا استجابة من أي أحد في العالم، لذلك غزة حقها تعيش".

ونشر النشطاء صوراً كاريكاتورية لبعض أشكال المعاناة في قطاع غزة، تمت عنونتها بالشعار نفسه، وكانت إحدى تلك الرسومات لمواطن عُلِق على مشنقة وقد وضعت تحت قدميه قطع ثلج ضخمة على شكل خريطة غزة، تنذر أن القطاع يتجه نحو كارثة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه".

وتقول إحدى المشاركات: "غزة رمضانها هذا العام مختلف، فهي الآن تعيش ‫أسوأ فترات حصارها، فقوافل المساعدات امتنعت من الدخول إلى أراضيها، والبحر محاصر والمعابر مغلقة والأنفاق مهدّمة والرواتب منقطعة وهذا كله في ظل تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية للقطاع، الفلسطيني لم يعد أمامه سوى الدعاء".

ورغم الحالة المأساوية التي يمر بها القطاع المحاصر، إلا أن النشطاء لم يغفلوا بث لمحات من الأمل، وتقول الناشطة داليا مقداد باللهجة الفلسطينية: "غزة ما ماتت، لسه فيها روح، بس يا ريت حد يلحقها قبل ما تطلع روحها".

وأطلق النشطاء المشاركون في هاشتاج "غزة حقها تعيش" حملة لشغل هواتف وزراء حكومة التوافق الفلسطيني، عبر إرسال رسائل قصيرة تذكرهم بالأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع المحاصر من إغلاق المعابر وتأخر الرواتب وتفاقم الأوضاع الإنسانية".

ويقول الناشط والخبير التقني، خالد صافي، وهو أحد القائمين على الحملة: إن الحملة شملت صوراً ومقاطع مرئية وتغريدات وأخباراً وإحصاءات، وحظيت باهتمام واسع عبر "تويتر" و"فيس بوك"، مبيناً أن الهاشتاج يستخدم من أجل حشد أكبر قدر ممكن من الأشخاص حول فكرة معينة يتفق عليها النشطاء فيما بينهم.

وأضاف لـ"العربي الجديد": "وصلت المعلومات المكتوبة في الهاشتاج إلى ما يزيد على نصف مليون شخص حول العالم، من خلال المشاركات التي تمت، وسيقوم النشطاء بتنظيم فعاليات ميدانية من أجل الضغط على المسؤولين لإيجاد حلول للأزمات الحالية".