السيّاح يبعدون صغار كمبوديا عن المدرسة

08 ديسمبر 2014
بائع صغيرفي بنوم بنه (تانغ شين سوثي/ فرانس برس)
+ الخط -

في الصباح الباكر، عند ضفة نهر ميكونغ في العاصمة الكمبودية، بنوم بنه، يحمل فتى حقيبة مليئة بالكتب على كتفه، ويجرّ عربة صغيرة فوقها مرطبات وأكياس فشّار. يتنقل من سائح إلى آخر ليخبره أنّه يعمل من أجل دفع تكاليف المدرسة. هذه الاستراتيجية يعتمدها مشغلو الأطفال في كمبوديا، فيما يقول المدير التنفيذي لمجموعة الأصدقاء الدولية، وهي منظمة مدافعة عن حقوق الأطفال، سيباستيان ماروت، إنّ على السياح أن يعيدوا التفكير قبل شراء هذه السلع من بائعي الشوارع الصغار.

ويضيف لموقع "كي بي آر" أنّ "هنالك أطفالاً بين عمر 5 أعوام و10، لم يتلقوا أيّ تعليم، فقط لأنّهم يحصلون على المال في الشارع. وبذلك فإنّ السياح، بشرائهم من هؤلاء الأطفال، يبقونهم في مكانهم في الشارع". وكانت المجموعة قد أطلقت حملة أخيراً لتثقيف السياح، بخصوص سلامة الطفولة. وتكشف فيها عن أنّ أعمال الخير ذات النية الحسنة حتى، يمكن أن تكون لها نتائج سلبية على الأطفال في كمبوديا. كما تستهدف الحملة اتجاهاً متنامياً في استغلال الأطفال، يعرف باسم "سياحة المياتم".

فبالنسبة لكثير من الزائرين، باتت زيارة المياتم جزءاً من البرنامج السياحي، مثل زيارة المتحف الوطني أو معابد انغور وات. وهي زيارة سهلة. فبعض المياتم يعتمد سياسة الأبواب المفتوحة، ويرحب بالزائرين بلا عوائق. ويزور السائح النموذجي الميتم، ويمضي وقتاً قصيراً فيه، بما يكفي لالتقاط الصور مع الأطفال، وربما يضع تبرعاً، ويغادر.

تلك الزيارات تعارضها المجموعة الحقوقية. ويقول ماروت: "السؤال الأساسي الذي ينبغي أن نسأله، هو: هل يمكن أن نفعل هذا في بلادنا؟ هل نسمح للسياح بالدخول إلى مدرسة، أو ميتم، في أيّ بلد غربي؟ الجواب هو لا بالتأكيد. إذاً لماذا يشعر السيّاح الغربيون في كمبوديا أنّ ذلك مسموح لهم؟".

وتتوجه الحملة كذلك إلى الأطفال البائعين في الشوارع. فالكثير من هؤلاء من غير الأيتام. ويدفعهم أهلهم ومشغلوهم إلى العمل بعيداً عن المقاعد الدراسية. ويجبرونهم على اعتماد أساليب مختلفة لاستدرار عطف السيّاح، من بينها حقيبة المدرسة. وتذكر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في موقعها الرسمي أنّ أكثر من ثلث الكمبوديين يعيشون تحت خط الفقر، فيما يستكمل أقل من نصف تلاميذ كمبوديا المرحلة الإبتدائية. ويطال سوء التغذية معظم أطفال البلاد، ليتسبب لـ45 % منهم بتأخر في النموّ الجسدي.

(إعداد: عصام سحمراني)
دلالات
المساهمون