157 حالة انتحار في سورية خلال 2021

15 ديسمبر 2021
تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية يدفع للانتحار (Getty)
+ الخط -

بلغ عدد حالات الانتحار في سورية حتى بداية الشهر الحالي 157 حالة، بينها 25 حالة لقاصرين وقاصرات، في حين وصل عدد ضحايا جرائم القتل التي وقعت في العام الجاري إلى 414 ضحية، وفق ما أفادت الهيئة العامة للطب الشرعي.

وقال مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو إنّه تم حتى بداية الشهر الحالي تسجيل 157 حالة انتحار في البلاد، 109 من الذكور و48 من الإناث، مضيفا أن بين المنتحرين 25 قاصراً، 14 من الذكور و11 من الإناث. 

ولفت حجو، في تصريح لصحيفة محلية، إلى "انخفاض في حالات الانتحار في سورية بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل 197 حالة انتحار".  

وأضاف أن "محافظة حلب تصدرت أعلى حالات الانتحار بـ30 حالة، ثم ريف دمشق واللاذقية بـ24 حالة، و18 حالة في دمشق، وأحصت كلّ من طرطوس وحماة 17 حالة، وفي السويداء تم تسجيل 14 حالة، و7 حالات في حمص و6 في درعا، في حين لم يتم إحصاء أي حالات انتحار في محافظة القنيطرة". 

وذكر مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي أن أكثر حالات الانتحار وقعت عبر الشنق، إذ بلغ عدد المنتحرين بهذه الطريقة 71 منتحراً، في حين تم تسجيل 41 حالة عبر استخدام الطلق الناري، و16 حالة عبر السقوط والرمي من شاهق، و22 منتحراً استخدموا السم وسيلة للانتحار، وتم تسجيل حالة انتحار واحدة باستخدام الصعق عبر التيار الكهربائي، وحالة انتحار ذبح فيه المنتحر نفسه.  

من جهته، قال المواطن السوري مجد زين الدين (18 عاما)، لـ"العربي الجديد": "قلّة من الشباب اليوم من لم يفكروا ولو للحظة في الانتحار، كلّ شيء في البلد يدفعنا للتفكير فيه، فالشعور العام لدينا هو اللاجدوى والإحباط". 

وأضاف "تساوت الحياة بالموت لدينا، وقد فقدنا الكثير من أحبتنا، وأجواء الحزن منذ طفولتي هي نمط حياتنا اليومي". 

ولفت إلى أن "الحياة في سورية لا تعطي للناس فرصة التفكير في المستقبل"، متسائلا "عن أي مستقبل نتحدث، فلا فائدة من الدراسة التي تعقبها البطالة؟ وحتى من يجد عملا فإنّ دخله لا يؤمن له مستقبله، كما تنتظرنا الخدمة العسكرية الإلزامية التي تسرق من عمر الشباب سنوات طويلة أو تسلبنا حياتنا، في حين أن أبواب السفر مغلقة وما يتاح منها مكلف جدا".   

وفي ما يخص جرائم القتل، كشف مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو عن أنّ عدد ضحايا جرائم القتل التي وقعت في العام الحالي بلغ 414 ضحية، 353 من الذكور و61 من الإناث. 

وأوضح أن جرائم القتل تنوعت بين 297 جريمة نتيجة طلق ناري، و36 نتيجة طعن بأداة حادة، و33 ضحية نتيجة الضرب بأداة حادة، و21 ضحية نتيجة انفجار من مخلفات الإرهابيين، إضافة إلى وقوع 14 ضحية عن طريق الخنق، وثلاث ضحايا بفعل جرم الذبح. 

من جانبه، تحدث السوري محمد عز الدين (39 عاما)، لـ"العربي الجديد"، عن "تحول القتل إلى أمر بسيط للغاية، فقيمة الإنسان لم تعد تساوي الرصاصة التي يُقتل بها، وأي خلاف بسيط قد يتسبب بوقوع جريمة قتل، في ظل انتشار السلاح العشوائي والانتماء إلى الفصائل المسلحة". 

وأضاف "أعتقد أن الجريمة منتشرة بشكل كبير، في ظل العوز الاقتصادي وانتشار الأعمال غير الشرعية والعنف وغياب القانون، الأمر الذي يشجع أكثر على ارتكاب الجرائم".        

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتصدّرت محافظة درعا المشهد للسنة الرابعة على التوالي من حيث توزيع جرائم القتل بتسجيل 115 ضحية، تليها السويداء بـ66 ضحية، وريف دمشق 46، وحلب 40 ضحية، و39 ضحية في القنيطرة، و33 في حماة، و29 في حمص، في حين سجلت في دمشق 26 ضحية، وفي طرطوس 12 ضحية، وفي اللاذقية لم يتم تسجيل سوى 8 ضحايا بسبب جرائم القتل. 

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، يوضح حجو أنّ "الجريمة المنظمة" لا توجد في سورية بالنظر إلى أنه يتم إلقاء القبض على المتهمين بسرعة قياسية، مبينا أن نسبة 50 بالمائة من الجرائم تم اكتشافها خلال 48 ساعة و95 بالمائة خلال أسبوعين، وهذا ما يساهم في انخفاض عدد جرائم القتل، معتبرا أن سورية ما زالت من أقل الدول في عدد جرائم القتل وفي عدد حالات الانتحار. 

المساهمون