يونيسف: وقع أزمات لبنان مدمّر على الأطفال

13 ديسمبر 2023
تطالب "يونيسف" بإجراءات صارمة لضمان دعم وحماية جميع الأطفال في لبنان (مروان طحطح/ Getty)
+ الخط -

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ الأزمات المتفاقمة في لبنان لها تأثير "مدمّر" على الأطفال وتعليمهم، وحذّرت من ضغوط إضافية على هؤلاء وسط تمدّد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

جاء ذلك في تقييم نشرته منظمة يونيسف، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "محاصرون في دوامة الانهيار"، وقد حاولت من خلال إلقاء الضوء على التدهور المسجَّل في مختلف مجالات حياة الأطفال بلبنان. والأطفال المُشار إليهم في التقييم ليسوا لبنانيين فحسب، بل هم لاجئون فلسطينيون وسوريون.

وبيّنت منظمة يونيسف أنّ أكثر من ربع الأسر (26 في المائة) التي استُطلعت آراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أكدت عدم التحاق أطفال لها في سنّ التعليم بالمدرسة. أما بالنسبة إلى اللاجئين السوريين، فقد ارتفعت النسبة إلى أكثر من النصف (52 في المائة)، وأشارت المنظمة إلى أنّ السبب الأبرز لذلك "ارتفاع تكلفة المواد التعليمية".

ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً متواصلاً، باتت في خلاله غالبية السكان تحت خطّ الفقر مع عجز الدولة عن توفير أبسط الخدمات، الأمر الذي انعكس بشدّة كذلك على اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ "الأزمات المتواصلة المتفاقمة في لبنان تؤثّر على الأطفال بطريقة مدمّرة في مختلف أنحاء البلاد، وتحرمهم بصورة متزايدة التعليم، فيما تُجبر كثيرين على التوجّه إلى العمل، في محاولة يائسة من أهاليهم للصمود وسط التحديات الشديدة والتناقص المستمرّ في الموارد والأساسيات".

أضافت منظمة يونيسف أنّ "ما زاد الأمور سوءاً، إغلاق عشرات المدارس في جنوب لبنان أبوابها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بسبب الاعتداءات" الإسرائيلية، وهو "ما أثّر على أكثر من 6000 تلميذ".

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً، منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. ويثير ذلك مخاوف كثيرين من احتمال توسّع الصراع أكثر، الأمر الذي دفع الآلاف إلى النزوح من القرى اللبنانية الحدودية.

عمالة أطفال متزايدة في لبنان

من جهة أخرى، بيّنت منظمة يونيسف في تقييمها الجديد "ارتفاع عدد الأسر التي ترسل أطفالاً (دون 18 عاماً) إلى العمل للتمكّن من الصمود"، وقد بلغ ذلك "نسبة صادمة" بحسب تعبير المنظمة التي شرحت أنّها سجّلت 16 في المائة مقارنة بنسبة 11 في المائة في إبريل/ نيسان الماضي.

أضافت المنظمة أنّ "أسرة واحدة، من بين كلّ ثلاث أسر من اللاجئين السوريين، قالت إنّها أرسلت أطفالاً إلى العمل من أجل توفير الموارد الأساسية".

كذلك "اضطرّت أكثر من ثماني أسر من كلّ 10 أسر (أي 84 في المائة منها) إلى اقتراض المال أو الشراء بالدين"، من أجل توفير "المواد الغذائية الأساسية" لأفرادها.

أطفال قلقون ومكتئبون في لبنان

وفي تقييمها نفسه، حذّرت منظمة يونيسف كذلك من التأثير النفسي للأزمات، مؤكدة أنّ "الحرمان المتزايد والآفاق المقفلة" يؤدّيان إلى تجويع الأطفال في لبنان، بالإضافة إلى تسجيل إصابات بالقلق والاكتئاب.

وأوضحت المنظمة أنّ 38 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع الذي استند إليه التقييم، تحدّثت عن معاناة أطفالها من القلق، و24 في المائة منها أشارت إلى أنّهم وصلوا إلى حدّ الاكتئاب.

وفي جنوب لبنان، أفادت 46 في المائة من الأسر بأنّ أطفالها يشعرون بالقلق و29 في المائة بأنّهم يعانون من الاكتئاب.

ولفتت منظمة يونيسف إلى أنّ الاستطلاع أظهر أنّ 34 في المائة من الأطفال في لبنان يعتقدون أنّ حياتهم ستسوء أكثر بعد عام.

وبناءً على ما خلصت إليه في تقييمها، حضّت المنظمة السلطات اللبنانية على "اتّخاذ إجراءات حازمة وصارمة لضمان دعم وحماية جميع الأطفال في لبنان، وضمان حصولهم على الخدمات الأساسية".

وفي السياق نفسه، حذّر ممثل منظمة يونيسف في لبنان إدوارد بيغبيدر، من أنّ "الأزمة الشديدة تدمّر أحلام الصغار وتنتهك طفولتهم وتسلبهم حقّهم في التعليم وسعادتهم ومستقبلهم".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون