استمع إلى الملخص
- لبنان يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية طويلة الأمد، تفاقمت بسبب انفجار مرفأ بيروت وكوفيد-19، مما زاد من معدلات الفقر والنزوح.
- يونيسف تدعو لوقف فوري للتصعيد وتوفير الحماية للمدنيين والبنية التحتية، وتواصل تقديم الدعم الغذائي والطبي للعائلات النازحة.
وصفت نائبة ممثل يونيسف في لبنان إيتي هيغينز، اليوم الثلاثاء، وضع الأطفال في لبنان على إثر العدوان الإسرائيلي بقولها إنه "هناك عدد لا يحصى من الأطفال لا يزالون في دائرة خطر الهجمات المستمرة، ومشقّة النزوح من بيوتهم، وغير قادرين على الاعتماد على نظام صحي يعمل حالياً فوق طاقته ويفتقر إلى الموارد".
وأشارت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم في الأمم المتحدة بجنيف إلى حالة أطفال لبنان في ضوء التصعيد الإسرائيلي وآثاره الوخيمة على سلامتهم الجسدية والنفسية، قائلة: "في يوم الاثنين وحده، قُتل ما لا يقل عن 35 طفلاً في لبنان. وهذا أكثر من عدد الأطفال الذين قتلوا في لبنان في الأشهر الـ11 الماضية (22 طفلاً قُتلوا سابقاً)"، مضيفة "إذا ما عدنا إلى نزاع شبيه بتلك الأيام المظلمة من عام 2006، أخشى أن تكون وطأته أسوأ على أطفال لبنان هذه المرة".
وأوضحت هيغينز أن لبنان تأثر مؤخراً بأزمة اقتصادية وسياسية طال أمدها، يضاف إليها انفجار مرفأ بيروت الهائل، وتأثير كوفيد-19، والسنة الخامسة من الانكماش الاقتصادي الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر، حتى أصبحت العديد من العائلات بالفعل على حافة الهاوية، لتأتي هذه الحرب وتجعل جميع هذه العوامل أكثر سوءاً، مضيفة: "أي تصعيد إضافي للنزاع الدائر سيكون كارثياً على جميع الأطفال في لبنان، خاصة على العائلات التي أجبرت على مغادرة منازلها في القرى في الجنوب والبقاع. لينضمّ هؤلاء النازحون الجدد إلى 112 ألف شخص كانوا قد نزحوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023".
العدوان الإسرائيلي يعطل الدراسة في لبنان
وحول أوضاع النازحين قالت: "هناك 87 مركزاً جديداً لإيواء النازحين الذين تزايد عددهم في محافظات الجنوب وبيروت وجبل لبنان وبعلبك الهرمل والبقاع والشمال"، مضيفة أن المدارس أغلقت أبوابها اليوم في جميع أنحاء البلاد، مما يجبر الأطفال على المكوث في منازلهم، مع أهلهم الذين هم أنفسهم خائفون من عدم اليقين بما سيؤول الوضع إليه. و"خوفهم هذا لا يمكن الاستخفاف به في ظلّ استمرار وابل القصف والغارات الجوية وازديادها يومياً".
وأوضحت أن يونيسف عملت على دعم الأطفال وحمايتهم في لبنان على مدى 76 عاماً وتواصل عملها لتكثيف استجابتها للأوضاع المستجدة، قائلة: "نحن في طور العمل على إيصال الغذاء والماء والإمدادات الأساسية مثل الفرشات ومستلزمات النظافة إلى العائلات النازحة، خاصة تلك الموجودة في مراكز النزوح، كما قمنا بشراء وتسليم 100 طن من الإمدادات الطبية الطارئة إلى المستشفيات التي تواجه نقصاً حاداً ونفاداً في الإمدادات، ولدينا المزيد من المستلزمات الطبية التي من المقرر أن تصل هذا الأسبوع".
ودعت يونيسف في ختام المؤتمر الصحافي بشكل عاجل إلى وقف فوري للتصعيد في لبنان، داعية جميع الأطراف إلى: الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية البنى التحتية المدنية بشكل عام والمدنيين بشكل خاص، بمن فيهم الأطفال والعاملون في المجال الإنساني والعاملون في المجال الطبي". ويشمل ذلك تسهيل التنقل الآمن للمدنيين الباحثين عن الأمان، مضيفة: "كان يوم أمس أسوأ يوم في تاريخ لبنان منذ 18 عاماً، يجب أن يتوقف هذا العنف فوراً وإلا فستكون عواقبه غير مقبولة".