وكالات الإغاثة تعاني للوصول إلى مدن أوكرانية "محاصرة"

19 مارس 2022
المواد الغذائية على وشك النفاد في ماريوبول (ليون كلين/الأناضول)
+ الخط -

تبذل وكالات الإغاثة جهودا شاقة للوصول إلى أشخاص عالقين في مدن أوكرانية تطوقها القوات الروسية، وأعلن برنامج الأغذية العالمي، السبت، أن من بينهم مئات الآلاف من الأطفال والنساء.

وقال منسق الطوارئ في البرنامج، جايكوب كيرن، إنّ "التحدي يكمن في الوصول إلى مدن مطوقة، أو تكاد أن تُطوق"، واصفاً الوضع بـ"الكارثي"، مشيراً إلى أنّ عدم وجود ممرات إنسانية يجعل من شبه المستحيل إيصال مواد غذائية عاجلة لمدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا، ومدينتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي.

واضطر البرنامج الأممي، ومقرّه روما، إلى بدء مهمة تعبئة مستودعات أوكرانيا "من الصفر"، في وقت بات استبدال سلاسل إمدادات المواد الغذائية المعطلة في خضمّ معارك شرسة، "مهمة ضخمة"، على ما قال كيرن.

وتأمل الوكالة الوصول إلى 3.1 مليون شخص في أوكرانيا، لكن الجهود لنقل مواد مثل المعكرونة والأرز واللحوم المعلبة تعرقلها صعوبات إيجاد سائقي شاحنات راغبين في القيام بالمهمة. وأوضح كيرن أنه "كلما اقتربت المسافة من تلك المدن يزداد قلقهم إزاء سلامتهم. هذا يعني عدم تمكننا من الوصول لهؤلاء الأشخاص".

فرّ أكثر من 3.5 ملايين شخص من أوكرانيا، لكن العديد لا يزالون محاصرين، من بينهم مئات آلاف النساء والأطفال. لا يمكنهم الخروج، ولا يمكن الوصول إليهم.

ويرى كيرن الذي عمل مع البرنامج لثلاث سنوات في سورية، أنّ تكتيكات الحصار المستخدمة في أوكرانيا مشابهة لتلك التي كانت مطبقة في سورية، لكن عواقبها أكبر نظراً لأنّ المدن المحاصرة أكبر.

وقال: "قبل يومين تمكنت قافلة تضم بضع حافلات من الوصول إلى سومي، محملة بما يكفي من المواد الغذائية لنحو 3 آلاف شخص لبضعة أيام، لكنها قافلة صغيرة، وهذه مدن كبيرة تحتاج لممرات وصول منتظمة، وأن يكون حجم (المساعدات) أكبر بكثير".

وأوضح: "توجد حاجة لقافلة يومياً تقريباً لتزويد نصف مليون أو مليون شخص بمواد غذائية أساسية. وهذا يتطلب في الأساس ممراً إنسانياً دائماً إلى تلك المدن".

ومع ذلك فإن مجرد مساعدة صغيرة في أوكرانيا كما في سورية، يمكن أن ترفع معنويات الأشخاص المتروكين لمصيرهم في ظروف مروعة لأنّ "إدراك الناس العالقين أنهم غير منسيين يعني لهم الكثير".

تعتبر أوكرانيا "سلة خبز" العالم، وقد اشترى برنامج الأغذية العالمي منها نصف إمداداته من القمح قبل اندلاع الحرب. حاليًا مع إغلاق الموانئ الأوكرانية، وتعليق عقود الحبوب الروسية بسبب العقوبات، فإن 13.5 مليون طن من القمح، و16 مليون طن من الذرة مجمدة في روسيا وأوكرانيا.

وتسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والطاقة، والذي تفاقم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، في زيادة تكلفة عمليات البرنامج العالمية بمقدار 70 مليون دولار في الشهر، ويسعى البرنامج للحصول على تبرعات عاجلة.

(فرانس برس)

المساهمون