وقف دعم مركز ابن سينا لغسل الكلى في إدلب السورية ينذر بكارثة

19 يناير 2023
في أحد مراكز غسل الكلى التي ما زالت تعمل في إدلب (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

يعمل مركز ابن سينا لغسل الكلى في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، بطاقته الدنيا في الوقت الراهن، بعد وقف الدعم المخصّص لاستيراد المواد والمستلزمات المطلوبة لجلسات الغسل، فيضطر مرضى كثيرون إلى تحمّل أعباء شرائها على نفقتهم الخاصة.

والعمل بأدنى طاقة تشغيلية جاء بعد تبرّع عدد من الجهات بكميات محدودة من مواد غسل الكلى تكفي لنحو 200 جلسة، أي أنّها بالكاد تكفي المركز مدّة ثلاثة أيام.

يقول المدير الإداري لمركز ابن سينا لغسل الكلى طه طقيقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ دعم المركز الذي يقدّمه اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية "أوسوم" توقّف في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، وهذا الدعم كان يشمل الكلفة التشغيلية والرواتب.

ويوضح أنّه في حين توقّف تمويل الكلفة التشغيلية، بقي ذلك الخاص برواتب العاملين فقط. أمّا في ما يتعلّق بكلفة جلسات غسل الكلى، فكان يصل إلى المركز عن طريق منظمة الصحة العالمية، بحسب ما يبيّن طقيقة.

ويشير طقيقة إلى أنّ "جلسات غسل الكلى توقّفت بسبب موجات النزوح الأخيرة في المنطقة والضغط الكبير على المركز". ويضيف أنّه "في بداية العام الماضي، كنّا نجري 1300 جلسة غسل كلى شهرياً، ومع نهاية العام، ارتفع العدد إلى 1700 جلسة. لذلك صار لدينا نقص حاد في المواد اللازمة".

ويتابع المتحدث أنّ "204 مرضى بحسب بيانات شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي كانوا يلجأون إلى المركز دورياً. فالمريض بحاجة إلى جلستَين أو ثلاث جلسات أسبوعياً، لكنّ الجهة التي تموّل الصيانة والكهرباء، وهي أوسوم حالياً، أوقفت ذلك. ونحن نبحث عن داعم حالياً، وعن مواد لجلسات غسل الكلى".

من جهته، يقول المريض فخر أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كلفة جلسات غسل الكلى في الأسبوع تُقدَّر بنحو 30 دولاراً أميركياً للمريض الذي يحتاج إلى ثلاث جلسات. وفي ظلّ الوضع الحالي، أنا لا أستطيع تحمّل تكلفة كهذه". ويلفت إلى أنّ "المراكز التي قصدتها، والتي توفّر جلسات غسل مجاناً تعاني من ضغط كبير جداً بمعظمها. لذا آمل أن يعود المركز للعمل كما في السابق، فمصيرنا مرتبط به".

وفي هذا السياق، أفاد فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان أصدره اليوم الخميس، بأنّ توقّف الدعم عن مراكز غسل الكلى في شمال غرب سورية يزيد من الأعباء على المرضى. وحذّر من توقف دعم منشآت غسل الكلى، وعدم قدرتها على تقديم الخدمات، طالباً من كلّ الجهات المانحة إعادة دعمها القطاع الطبي في الشمال السوري، وفي مقدّمتها منظمة الصحة العالمية، خصوصاً في ظلّ الضعف الكبير في الاستجابة الإنسانية في إطار القطاع الطبي التي لم تتجاوز 33 في المائة في العام الماضي.

وإذ تحدّث الفريق عن "العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدّم للمراكز العلاجية"، أشار في بيانه إلى أنّ المراكز العاملة حالياً تضمّ 88 جهازاً لغسل الكلى وتستقبل نحو 600 مريض، أمّا عدد الجلسات التي يحتاجون لها فتُقدَّر بنحو خمسة آلاف جلسة.

المساهمون