وقف الفلسطيني محمود أبو رمضان، أحد متضرري العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، أمام البوابة الرئيسية لمركز عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المدينة، وهو يضرب بكلتا يديه على البوابة، تعبيراً منه عن غضبه على المماطلة في إعادة إعمار منزله.
ويُعتبر أبو رمضان واحداً من بين مئات المتضررين الفلسطينيين الذين لم يتم إعادة إعمار منازلهم حتى اللحظة، بمن في ذلك المتضررون من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في مايو/ أيار 2021، تحت ذرائع نقص التمويل.
وشارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة في وقفة احتجاجية، اليوم الإثنين، أمام مقر عمليات أونروا بمدينة غزة، رفضاً للمماطلة الحاصلة في عملية إعادة الإعمار ولمطالبة المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، بالتراجع عن دعوته الأخيرة بشأن تحويل مشاريع أونروا إلى شبكات ومؤسسات دولية أخرى.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية اللافتات التي تطالب أونروا بعدم المماطلة في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، فيما تم إشعال الإطارات في المكان ورشق البوابات الرئيسية للمؤسسة الأممية بالبيض تعبيراً عن حالة الغضب.
وقال المتضرر أبو رمضان لـ"العربي الجديد"، إنّ منزله المُدمر كلياً منذ عام 2014 في انتظار إجراءات أونروا التي تُبرر عدم القيام بعملية إعماره إما بنقص التمويل وعدم توفره، أو إعادة إعمار منازل العائلات ذات الأعداد الكبيرة.
وأضاف أن أونروا أوقفت دفع بدل الإيجار الذي كان يصرف للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على غزة منذ عام 2019، ما تسبب في تعزيز الأزمة التي يعاني منها منذ سنوات، مطالباً بإعادة إعمار منزله بشكل عاجل.
في الأثناء، دعا ممثل القوى الوطنية والإسلامية بسام الفار في كلمته عن الفصائل إدارة أونروا إلى "التراجع الفوري والعاجل" عن هذه الدعوات الخاصة بتحويل مشاريعها وأنشطتها إلى مؤسسات أممية أخرى، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً على جسم المؤسسة.
وقال الفار إنّ "الفصائل تنظر بخطورة إلى مثل هذه التصريحات في ظل ما تعانيه أونروا من أزمات متتالية"، مشيراً إلى أن العجز المالي وعدم توفر التمويل مدعاة للقيام بمزيد من النشاط والحراك لتغطية العجز الحاصل.
من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، على أن هذه الدعوة "تشكل خطراً حقيقياً على أونروا التي تأسست بموجب قرار أممي للقيام بمهامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم وفقاً لنص القرار".
وأضاف المدلل لـ"العربي الجديد" أن الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل على تصعيد خطواتها وفعالياتها الميدانية للتصدي لهذه الدعوات، معتبراً أن هذه الدعوات تثير القلق في صفوف اللاجئين والفصائل على حدٍّ سواء.
وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأمين العام للمتحدة، أنطونيو غوتيريس، بمعاقبة المفوض العام لأونروا على تصريحاته وإلزامه بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني عموماً، وللاجئين على وجه الخصوص.
وبيّن أن المتضررين من العدوان الإسرائيلي على غزة ما زالوا ينتظرون الإعمار، في الوقت الذي لا تزال أونروا تماطل في تنفيذ واجباتها، داعياً المؤسسة الأممية إلى التراجع عن كل التقليصات التي اتخذتها بحق الموظفين واللاجئين.
في موازاة ذلك، قال مسؤول اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين والقيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف، إنّ تصريحات لازاريني "خطيرة جداً باعتبار أنها تفرغ أونروا من مضمونها وتحول دورها لدور إشرافي".
وأضاف خلف لـ"العربي الجديد" أنّ "تنفيذ مثل هذا المخطط يعني تفكيك المؤسسة تماماً ويفرغها من المضمون السياسي الذي أنشئت بموجبه، ويضرب القرار الأممي رقم 194، ويمسّ بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم من جديد".
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفاً في الفعاليات والعمل الفصائلي والشعبي على الأرض للضغط على "أونروا" من أجل تقديم اعتذار رسمي على هذه الأفكار والمقترحات، داعياً لفتح تحقيق رسمي مع المفوض العام لأونروا.