نعى قاطنو "مخيم الركبان" للنازحين السوريين، الواقع عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، مدير نقطة تدمر الطبية، شكري شهاب، الذي توفي متأثراً بجلطة قلبية، الأربعاء الماضي، بعد سنوات طويلة من العطاء الإنساني داخل المخيم.
وكان الممرض شهاب، المكنى بـ"أبو محمود"، مدير النقطة الطبية الوحيدة في مخيم الركبان، وتوفي عقب عودته من اعتصام مفتوح لنقل معاناة النازحين القاطنين في المخيم، كما كان من أوائل الأشخاص الذين شاركوا في الحراك السلمي داخل مدينة تدمر شرقي حمص، وهي مسقط رأسه، ونذر نفسه طيلة أعوام الثورة السورية لعلاج المرضى والنازحين، إلى جانب كونه مصدراً أساسياً لنقل معاناة أهالي مخيم الركبان إلى العالم الخارجي.
وكان الراحل أحد مصادر "العربي الجديد" داخل المخيم. وقال في آخر إفادة له حول الاعتصام المفتوح الذي نظمه سكان المخيم، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، إن "أهداف الاعتصام هي مطالبة التحالف الدولي كسلطة أمر واقع بتأمين الطبابة والدواء واللقاح، وكلها من حقوق النازحين"، مشيراً إلى أن "الاعتصام لن ينتهي حتى تحقيق المطالب المشروعة لسكان المخيم".
وقال ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر"، لـ"العربي الجديد"، إن "شكري شهاب كان رئيس المكتب الطبي بمجلس عشائر تدمر والبادية السورية، وهو من الأشخاص الذين نذروا أنفسهم لخدمة أهالي مخيم الركبان طبيا وإنسانيا. منذ إغلاق الحكومة الأردنية النقطة الطبية على الحدود في مايو/أيار 2020، كان واحداً من أشخاص معدودين يعملون بالقطاع الطبي في المنطقة، وكان جميع قاطني المخيم يعتمدون عليه".
وأضاف العلي أن "شهاب كان يحمل شهادة ممرض من قبل اندلاع الثورة السورية، ولكن كان لديه القدرة على العمل الطبي فوق مستوى شهادة التمريض، كما كان يترأس فريق قابلات التوليد بالمخيم. ووفاته خسارة كبيرة للمخيم وقاطنيه، ونطالب منظمة أطباء بلا حدود بتفعيل العمل الطبي مجددا، وأن يلتفتوا إلى معاناة النازحين داخل المخيم".
كما طالب العلي الحكومة الأردنية والأمم المتحدة بـ"الإسراع بفتح النقطة الطبية لإنقاذ من تبقى من أهالي مخيم الركبان، لأن بعضهم يخاطرون بحياتهم بالتوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري من أجل العلاج، وعلى التحالف الدولي توسيع العمل الطبي في المنطقة ليشمل المدنيين المتواجدين في مخيم الركبان، وأن لا يحصره على الفصيل الذي يتعاون معه في حماية قاعدة التنف".