توفي قاصر أسترالي كان محتجزاً في سجون "قوات سورية الديمقراطية / قسد" شمال شرقي سورية، حيث أجبر عندما كان طفلاً على العيش في كنف مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي لعدة سنوات، بالرغم من مناشدات عائلته للحكومة الأسترالية من أجل إعادته إلى موطنه.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، الإثنين، إن المراهق "يوسف ذهب" سُمع عنه آخر مرة عندما أرسل نداءات يائسة للمساعدة خلال حصار "داعش" لسجن الصناعة في مدينة الحسكة في يناير/كانون الثاني الماضي، وأوضحت أن ممثلاً عن الأسرة قال لـ"هيومن رايتس ووتش" إن مسؤولاً حكومياً أسترالياً أبلغ أقاربه في 17 يوليو/تموز الجاري بأن ذهب، الذي كان سيبلغ من العمر 18 عاماً في أبريل/نيسان، توفي لأسباب غير مؤكدة.
وقالت العائلة بحسب "رايتس ووتش" إنها علمت في يناير/كانون الثاني 2021 أن "ذهب" أصيب بالسل في سجن مؤقت مكتظ للغاية تديره جماعة مسلحة يقودها الأكراد تحتجز مشتبهين بانتمائهم إلى "داعش" سوريين وأجانب، وأن علاجه توقف، في كانون الثاني/يناير 2022، كما أصيب في رأسه وذراعه خلال المعركة التي شنتها "قسد"، والتحالف المناهض لداعش بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة السجن.
وبدورها قالت ليتا تايلر، المديرة المساعدة للأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، "ينبغي أن تدفع وفاته هذه البلدان إلى إعادة مواطنيها المحتجزين إلى ديارهم على وجه السرعة"، وأشارت إلى أن هناك "ما بين 69 و80 مواطناً أسترالياً، بينهم 19 امرأة و39 طفلاً ما زالوا محتجزين".
وبحسب "رايتس ووتش" فإن "ذهب" من بين ثلاثة محتجزين آخرين أرسل رسالة قال فيها "أصبت في رأسي ويدي، لقد فقدت الكثير من الدماء... لا يوجد أطباء هنا، ولا يوجد أحد يمكنه مساعدتي. أنا خائف جداً أنا أحتاج إلى مساعدة. الرجاء... قتل أصدقائي أمامي، شابا يبلغ من العمر 14 عاماً، وطفلا يبلغ من العمر 15 عاماً... هناك الكثير من الجثث، جثث الموتى، وهناك الكثير من الجرحى الذين يصرخون من الألم". وأشار إلى أنه أصيب في هجوم بطائرة هليكوبتر أميركية من طراز أباتشي. وقالت "رايتس ووتش" إن "السلطات في شمال شرق سورية احتجزت أكثر من 41,000 أجنبي من عشرات البلدان منذ عام 2019 على الأقل في ظروف تهدد حياتهم وغالباً ما تكون غير إنسانية في المخيمات والسجون، معظمهم من الأطفال، ومعظمهم دون سن 12 عاماً، ولم يمثل أي منهم أمام محكمة للبت في ضرورة احتجازهم وقانونيته".
وأثناء زيارة لموظفين إلى شمال شرق سورية في مايو/أيار، طلبت "هيومن رايتس ووتش" مراراً مقابلة "ذهب" وزيارة سجن الصناعة وغيره من السجون التي يحتجز فيها الصبيان، لكن رفضت السلطات الإقليمية ذلك لأسباب أمنية غير محددة.
وطالبت المنظمة، في بيان سابق لها، "قسد"، المسيطرة على مناطق شمال شرقي سورية، بـ"ضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والصبية الذين تم إجلاؤهم واستعادتهم من سجن الصناعة". وحثت القوات الأميركية والبريطانية على "تقييم ما إذا كانت قسد قد امتثلت لقوانين الحرب في أثناء عمليات استعادة السجن، واتخذت الإجراءات الممكنة في أثناء عمليات البحث عن أعضاء داعش الفارين والمحتجزين".
ووفق "هيومن رايتس ووتش"، فإنّ معركة استعادة السيطرة على السجن، الذي كان يضم نحو 4000 من الذكور المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "داعش"، ومن بينهم 700 فتى، خلّفت أكثر من 500 قتيل، معظمهم من سورية والعراق والبقية من عشرات الدول الأخرى، وما زالوا محتجزين بشكل غير قانوني في ظروف مزرية لما يقرب من ثلاث سنوات، وفق المنظمة.