وفاة سجين سياسي مصري داخل سيارة الترحيلات

29 اغسطس 2024
سيارة ترحيلات سجناء مصر، 29 أغسطس 2024 (الشبكة المصرية لحقوق الإنسان)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **وفاة السجين السياسي حسام الدين كمال عبد المجيد عبد المنعم**: توفي أثناء ترحيله من قسم شرطة حلوان إلى سجن جمصة بسبب أزمة قلبية حادة نتيجة عدم تلقيه العلاج اللازم.
- **ظروف احتجاز قاسية وإعادة تدوير القضايا**: أنهى محكوميته في يوليو/تموز، لكن أعيد تدويره على ذمة قضايا جديدة، وتنقل بين أقسام شرطة في ظروف قاسية.
- **ارتفاع حالات الوفاة في السجون المصرية**: بوفاته، ارتفع عدد الوفيات في السجون المصرية إلى 34 حالة منذ بداية العام، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز القاسية.
رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفاة سجين سياسي يُدعى حسام الدين كمال عبد المجيد عبد المنعم، البالغ من العمر 59 عامًا، والذي كان محبوسًا احتياطيًا على ذمة إحدى القضايا السياسية، داخل سيارة الترحيلات أثناء ترحيله من محبسه بقسم شرطة حلوان جنوبي القاهرة، إلى سجن جمصة شمالي مصر، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 27 أغسطس/آب.
السجناء السياسيون مواطنون ألقي القبض عليهم بموجب قوانين سنتها السلطات المصرية خلال السنوات الماضية، مثل قوانين الإرهاب والتظاهر والطوارئ فضلًا عن المحاكمة أمام القضاء العسكري وأمن الدولة عليا طوارئ، باتهامات منها "بث أخبار كاذبة، والانتماء لجماعة إرهابية، وغيرها من الاتهامات". وطبقًا لبيان الشبكة، اليوم الخميس، فقد رفض السجن استقباله ليتم نقل جثمانه إلى أحد المستشفيات القريبة.
ووفقًا للمعلومات المتاحة لدى الشبكة، لم تقم وزارة الداخلية بإبلاغ أسرته رسميًا بوفاته، رغم مرور يومين على الواقعة ولكنها علمت من خلال مصدر آخر.
وتشير المعلومات المتوفرة لدى الشبكة، إلى أن السجين السياسي المتوفى، كان يعاني من مرض في القلب ولم يتلق العلاج والدواء اللازمين. "ورغم خطورة حالته الصحية، تم نقله في ظروف قاسية داخل سيارة ترحيلات لا تصلح للاستعمال الآدمي.. صفيحة ملتهبة متحركة وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة. وقد تعرض لأزمة قلبية حادة أثناء الترحيل، ولم يتلق أي رعاية طبية لإنقاذه مما أدى إلى وفاته".
وأشار البيان إلى أن عبد المنعم كان قد أنهى فترة محكوميته بالسجن لمدة ثلاث سنوات في يوليو/تموز الماضي على ذمة قضية سياسية. وبدلاً من إنهاء إجراءات إخلاء سبيله، قامت السلطات الأمنية بإعادة تدويره على ذمة عدة قضايا جديدة، وتنقل بين أقسام حلوان والمعصرة وعين شمس والنهضة في ظروف احتجاز قاسية حيث التكدس الشديد بأعداد كبيرة من المحتجزين وانتشار المخدرات والتدخين وانعدام التهوية والتريض وعدم التعرض لأشعة الشمس في ظروف معيشية تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والأمان، خاصة لمريض بالقلب يحتاج إلى رعاية طبية وصحية.
وتساءلت الشبكة المصرية عن سبب نقل سجين سياسي محبوس احتياطيًا من قسم شرطة حلوان، وهو من سكان القاهرة، إلى سجن جمصة في أقصى شمال مصر، رغم وجود سجون قريبة مثل مركز بدر للإصلاح والتأهيل، ومركز العاشر من رمضان، وسجن 15 مايو، وسجن أبو زعبل، وغيرها من السجون التي لا تشكل خطورة على حياته أثناء نقله إليها، خاصة أن حالته الصحية كانت معروفة لوزارة الداخلية. كما استنكرت رفض أقسام الشرطة استلام الأدوية والعلاج الخاص به.
وتساءلت الشبكة أيضًا عن سبب عدم إبلاغ أسرته بوفاته رسميًا من قبل وزارة الداخلية، رغم أن الأخيرة تمتلك سجلات بأرقام هواتف أقارب المعتقلين من الدرجة الأولى (الزوج، الزوجة، الأب، الأم، الأشقاء).
وبوفاة عبد المنعم، يرتفع عدد حالات الوفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة منذ مطلع العام الجاري، إلى 34 حالة وفاة، إذ توفي في الثامن عشر من أغسطس/آب الجاري، شاب داخل قسم شرطة جرجا بعد تعرضه لانتهاكات جسيمة وظروف احتجاز غير إنسانية، حسب تأكيدات حقوقية، ووثقت الشبكة المصرية وفاة الشاب مصطفى محمود كريم أمين، البالغ من العمر 28 سنة، داخل حجز قسم شرطة جرجا بمحافظة سوهاج، بعد أربعة أيام فقط من احتجازه، نتيجة لظروف الاحتجاز القاسية وغير الإنسانية، وتعرضه لانتهاكات خطيرة منذ اللحظات الأولى للقبض عليه.
كما توفي سجين سياسي يدعى حسن إبراهيم غمري، في 20 أغسطس الجاري، داخل محبسه بمستشفى سجن برج العرب بعد تدهور حالته الصحية حيث كان مصابًا بالتهاب في الكبد وتفاقم المرض على مدار سنوات احتجازه بسبب ظروف الحبس السيئة وغياب الرعاية الصحية داخل السجون. وفي الخامس من الشهر الجاري، توفي السجين السياسي أسامة عامر، مدرس لغة عربية من مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وذلك بعد أيام من القبض عليه وإصابته بأزمة صحية داخل محبسه بسجن قوات الأمن المركزي بسوهاج. بينما توفي تسعة مواطنين في يوليو/تموز الماضي، في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة. ووثقت منظمات حقوقية مصرية خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، 21 حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الحبس، منهم 11 حالة وفاة في يونيو/حزيران الماضي، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو ارتفاع درجات حرارة البلاد والتكدس الشديد في غرف الاحتجاز. بينما توفي ستة سجناء في مايو/أيار الماضي. كما شهدت السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر، في إبريل/نيسان، حالتي وفاة. وشهد مارس/آذار ثلاث حالات وفاة وفبراير/شباط الماضي، حالتي وفاة، وسجلت خمس حالات وفاة في يناير/كانون الثاني 2024. 
وتعد أوضاع السجون في مصر من بين الأسوأ في العالم، كما وثقتها منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي، التي استشهدت بتقرير صدر عام 2021 نشرته منظمة العفو الدولية، بشأن حرمان السجناء من السلع الأساسية: "يجعل تحمل هذه الظروف أكثر صعوبة، كما يفشل مسؤولو السجن بشكل روتيني في توفير الطعام المناسب والفراش والملابس، وكذلك لوازم التنظيف ومواد النظافة الشخصية للمحتجزين. 
المساهمون