وفاة سجين سياسي في مصر ترفع العدد لتسعة منذ مطلع العام 2024

16 مارس 2024
السجون المصرية تفتقر بشكل عام إلى مقومات الصحة الأساسية (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفاة السجين السياسي حسن حسين عبد اللطيف حميدة داخل سجن المنيا العمومي، مما يسلط الضوء على مشكلة وفيات السجناء السياسيين في مصر.
- تسجيل تسع حالات وفاة لسجناء سياسيين منذ بداية العام، تعكس تدهور الأوضاع الصحية وشبهات حول التعذيب والإهمال الطبي داخل السجون.
- السجون المصرية تعاني من نقص في الرعاية الصحية والمرافق الأساسية، في ظل قوانين صارمة تؤدي إلى حبس الآلاف بتهم مختلفة، مما يشكل تحديًا لحقوق الإنسان.

أعلن "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، يوم الجمعة، وفاة سجين سياسي في مصر يدعى حسن حسين عبد اللطيف حميدة، ويبلغ 60 عاماً، داخل محبسه بسجن المنيا العمومي (جنوب القاهرة)، من دون توضيح ملابسات أو أسباب الوفاة.

السجناء السياسيون هم من ألقي القبض عليهم بموجب قوانين سنتها السلطات المصرية خلال السنوات الماضية، مثل قوانين الإرهاب والتظاهر والطوارئ فضلًا عن المحاكمة أمام القضاء العسكري وأمن الدولة عليا طوارئ. وحبس على أثرها آلاف النشطاء والمحامين والصحافيين والمهتمين بالشأن السياسي والعام والمواطنين العاديين ومنهم من دونوا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منشورات معارضة للنظام وسياساته.

وحسب البيان المقتضب الصادر عن "مركز الشهاب" فإن المسن حميدة، من قرية زاوية الجدامي، مركز مغاغة، بمحافظة المنيا، يعمل كاتب بوزارة الصحة، وقد ألقي القبض عليه عدة مرات منذ 2014، وتوفي داخل محبسه، يوم الجمعة 1 مارس/ آذار 2024، وجرى دفن جثمانه في اليوم الموالي.

ويعد حميدة تاسع حالة وفاة سجين سياسي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر منذ مطلع العام الجاري فقط.

وشهدت السجون ومقار الاحتجاز المخلفة في مصر خمس حالات وفاة في يناير/ كانون الثاني 2024 وحده، حيث توفي عادل رضوان عثمان محمد، برلماني سابق، في سجن بدر 3، ومحمد الشربيني، محامٍ، كان قد أحيل إلى المركز الطبي بسجن بدر لتلقي العلاج لكن تدهورت حالته الصحية ولفظ أنفاسه الأخيرة فيه. كما توفي إبراهيم محمد العجيري، بعد ساعات من نقله من سجن بدر 3 إلى مستشفى قصر العيني بالقاهرة، حيث تدهورت حالته الصحية نتيجة معاناته مع السكري وكان ينبغي أن يخضع لعملية جراحية عاجلة. وتوفي طه أحمد هيبة في سجن بدر 1، نتيجة معاناته مع السرطان وعدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة. وتوفي أحمد موكاسا سانجا، وهو طالب أوغاندي، في قسم شرطة القاهرة الجديدة وسط شبهات حول تعذيبه، طبقًا لحصر "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب".

وشهد فبراير/ شباط الماضي، حالتي وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، إحداهما للعميد على حسن عبد الرحمن الشرفي، يمني الجنسية ومقيم بمصر إقامة دائمة، وذلك يوم الثلاثاء 20 فبراير/ شباط، داخل محبسه بقسم شبرا بمحافظة القليوبية، وذلك بعد أيام من توقيفه من قبل مباحث الأموال العامة المصرية، بتهمة الاتجار بالعملة، نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء وجوده داخل محبسه ونقله إلى أحد المستشفيات القريبة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بهبوط حاد في الدورة الدموية.

كما توفي السجين السياسي، عبد الله الديساوي صالح (67 عاماً) في سجن وادي النطرون، الخميس 8 فبراير/ شباط الماضي، نتيجة معاناة مع المرض. وكان قد ألقي القبض عليه في أغسطس/آب 2021، وسبق القبض عليه عدّة مرات منذ 2013، كما سبق أن سجن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2009.

أما ثامن حالة وفاة في السجون، فكانت في 6 مارس الجاري حين أعلنت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" عن وفاة السجين السياسي، أحمد محمد أبو اليزيد البلتاجي، (33 عاماً) من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

يشار إلى أن السجون المصرية تفتقر بشكل عام إلى مقومات الصحة الأساسية والتي تشمل الغذاء الجيد والمرافق الصحية، ودورات المياه الآدمية التي تناسب أعداد السجناء وكذلك الإضاءة والتهوية والتريّض، كما تعاني في أغلبها من التكدس الشديد للسجناء داخل أماكن الاحتجاز، حسب تأكيدات حقوقية مبنية على شهادات سجناء سياسيين سابقين.

المساهمون