أعلنت مريم صفوان ثابت، ابنة رجل الأعمال المصري، صفوان ثابت، الذي سجنته السلطات المصرية بعد صراعها للسيطرة على شركته، عن وفاة والدتها، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
توفيت السيدة بهيرة الشاوي زوجة رجل الأعمال صفوان ثابت، ووالدة رجل الأعمال سيف رضوان ثابت، بينما يقبع كلاهما في السجن، ولم تسمح لهما السلطات سوى بزيارتها مرة واحدة كانت منذ نحو أسبوع، بعدما تدهورت حالتها الصحية، وفشلت كل المحاولات لإخلاء سبيلهما لرعايتها.
يشار إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2021، خضعت بهيرة، للاعتقال لمدة ثماني ساعات، قبل صدور قرار بإخلاء سبيلها بكفالة مالية قيمتها خمسة آلاف جنيه (حوالي 320 دولارا أميركيا) والتحقيقات جاءت على خلفية مطالبتها وأسرتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالحرية لزوجها وابنها، وتحديداً عقب أيام من إصدار منظمة العفو الدولي، بياناً مخصصاً أعربت فيه عن مخاوفها على صحة رجل الأعمال صفوان ثابت، 75 عاماً، ونجله.
منشور مريم صفوان ثابت، عن وفاة والدتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقي صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي مع مطالبات حقوقية وشعبية بالإفراج عن رجلي الأعمال لدفنها والمشاركة في العزاء، خاصة أنه تتلخص عداوة النظام معها في صراع البيزنس والسيطرة على حصة من شركتهما العملاقة "جهينة".
رجل الأعمال صفوان ثابت، 75 عاماً، وهو مؤسس شركة "جُهينة"، أكبر شركة لمنتجات الألبان والعصائر في مصر، ويمتلك أغلب أسهمها وكان رئيسها التنفيذي، حيث يُحتجز رهن الحبس الانفرادي المطوَّل منذ القبض عليه تعسفياً قبل 10 أشهر. وقد قُبض على ابنه سيف، 40 عاماً، بعد شهرين، في فبراير/شباط 2021، ولا يزال مُحتجزاً أيضاً رهن الحبس الانفرادي في ظروف ترقى إلى التعذيب. وقبل القبض على رجل الأعمال وابنه، كان مسؤولون أمنيون مصريون قد طلبوا منهما التخلي عن أصول شركة "جُهينة".
أفادت وسائل إعلام مصرية رسمية أنه قُبض على صفوان ثابت بسبب ادعاءات عن تمويله لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السلطات المصرية جماعةً إرهابية. ولم تقدّم السلطات أي أدلة تؤيد ادعاءها بانتماء صفوان ثابت إلى الجماعة، كما نفى خبراء مستقلون هذا الادعاء.
وذكر مصدر على علمٍ بأعمال شركة "جُهينة" أن مسؤولاً مصرياً كبيراً كان قد طلب من صفوان ثابت، قبل وقت قصير من القبض عليه، التنازل عن جزء من شركته لصالح كيان مملوك للحكومة.
وفي 31 يناير/كانون الثاني 2021، أي بعد شهرين من القبض على صفوان ثابت، تلقى ابنه سيف ثابت أمر استدعاء إلى “قطاع الأمن الوطني”. ولم يُسمح له باصطحاب محام معه، كما أمره مسؤول أمني بالتنازل عن جميع أسهم العائلة في شركة "جُهينة" وإلا فإنه سيواجه مصيراً مماثلاً لوالده. ولا تزال عائلة ثابت ترفض التنازل عن أصول شركتها.
يُحتجز سيف ثابت رهن الحبس الانفرادي المطوَّل في زنزانة تعشّش فيها الحشرات، ويُمنع من استخدام المرحاض أو الاستحمام، ويُحرم من تلقي ما يكفي من الغذاء والمياه. كما حُرمت أسرته من الحق في زيارته بصفة منتظمة، ولم يُسمح لها برؤيته إلا نادراً. وينام سيف ثابت على بطانيات مفروشة على الأرض، ويُمنع من تلقي أي أغراض شخصية أو ملابس وأغطية ملائمة للمناخ.