وفاة جريح الثورة التونسية ناجي الحفيان... واحتجاج أمام مقر الرئاسة

05 سبتمبر 2021
وفاة جريح الثورة التونسية ناجي الحفيان (فيسبوك)
+ الخط -

توفي جريح الثورة التونسية، ناجي الحفيان، أمس السبت، متأثراً بالحروق التي أصابته من جراء إضرام النار في جسده احتجاجاً على تجاهل الحكومة لعلاجه رغم تدهور وضعه الصحي.
وأكد الناشط المهتم بملف شهداء وجرحى الثورة، عادل بن غازي، لـ"العربي الجديد"، أن "ناجي الحفيان هو ثالث جريح ثورة يغادر الحياة بعد تدهور وضعه بسبب غياب المتابعة الصحية، وقد أصيب إبان أحداث الثورة عندما كان عمره 16 سنة، وكان متميزاً في دراسته، ويحلم بمستقبل أفضل، لكن إصابته في الرأس أجبرته على مغادرة مقاعد الدراسة، ليعمل في المقاهي والمطاعم".
وأوضح بن غازي أن "ملف الجرحى ما زال يراوح مكانه، وبعد 10 أعوام من الثورة يتضح أنه في تراجع، فقد حرم الجرحى حتى من العلاج. ما يحصل لجرحى الثورة مخجل، ووصمة عار على الجميع، فهم ضاقوا ذرعاً بتجاهل الدولة لهم، وقد شاركوا في العديد من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، ولكن لا أحد يبالي بأصواتهم أو جروحهم، ورغم أن عددهم محدود، قررت الدولة تجاهل تشغيلهم ومداواتهم".

وقالت زوجة الشهيد النوري السكالة، لـ"العربي الجديد"، خلال جنازة ناجي الحفيان: "نفقد الجرحى الواحد تلو الآخر. ناجي شارك في أغلب الاحتجاجات. كان خجولاً ومثقلاً بالهموم ومشاغل الحياة، والجرح الذي أصابه كان عميقاً، وقد ظلم كغيره من الجرحى لأن لا أحد اهتم بمداواة جراحهم".
وأضافت: "فقدت زوجي الشهيد بعد سنة ونصف من الزواج، لأجد نفسي في مواجهة الحياة بمفردي، فعدت إلى بيت أهلي، وأغلب الجهات خذلتني، ولم يجد أي من الجرحى أو أسر الشهداء من يوفر لهم أبسط الحقوق".

وفي سياق متصل، نظم عدد من عائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية، الأحد، وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة الجمهورية، للمطالبة بتفعيل الإجراءات بعد صدور القائمة الرسمية، وتمكين الجرحى من العلاج، ومن حقوقهم في العمل.
وقال عبد الستار خليل، والد الشهيد وائل خليل، من محافظة نابل، لـ"العربي الجديد،"، إن وقفتهم جاءت للتعبير عن غضبهم بسبب عدم إيلاء الملف أولوية رغم الشعارات التي رفعت على مدار 10 أعوام، مبيناً أنهم سبق لهم لقاء رئيس الجمهورية، وأعلمهم أن ملفهم لدى الحكومة، لكن الحكومة عرفت العديد من التعطيلات والتجاذبات.

وأوضح خليل: "رسالتنا موجهة إلى الرئيس قيس سعيد لوضع حد للتسويف والمماطلات. انتظار العائلات طال، وصبرهم يكاد ينفد، وبرغم صدور القائمة، فإنهم لم يتمتعوا بحقوقهم، وعلى أرض الواقع لم يتغير أي شيء، والقرارات حبر على ورق، وكأنها وضعت لإسكات أصواتهم وإخماد غضبهم، والدليل انتحار جريح الثورة ناجي الحفيان بسبب شعوره بالظلم والقهر".
وقالت زوجته نجاح إنه "كلما طال الانتظار تم نسيان ملف شهداء وجرحى الثورة، فقد سئمنا من المطالبة بحقوقنا، ولابد من حل جذري للملف. الألم لا تشعر به سوى العائلات، وكلما حصل تجاهل كلما كبر الوجع، وحادثة انتحار الجريح الحفيان أشعلت الغضب وأججت الأحزان مجددا".
ويرى جرحى الثورة، علي القيزاني وبلال الفضلاوي وحيدر شورابي، أن انتظارهم طال، وفي كل مرة يتم تسويفهم، فحتى مجرد الاستماع لمطالبهم لا يتم.

المساهمون