وفاة "حمدة" الخياطة تغضب الأردنيين وتفتح ملف انتهاكات العمال

03 نوفمبر 2021
كانت تعمل في أحد مصانع الخياطة (Getty)
+ الخط -

أثار كشف تفاصيل وفاة عاملة أردنية قبل شهر تقريباً في أحد مصانع الألبسة بمنطقة الأزرق، استياءً وغضباً في الشارع الأردني.

ووفق وسائل إعلام محلية، فإنّ العاملة واسمها حمدة، كانت تعمل في أحد مصانع الخياطة بمنطقة الأزرق التي تقع في الصحراء الشرقية، وتبعد حوالي 90 كيلومتراً عن مدينة الزرقاء، وهي فارقت الحياة فور تعرضّها لنوبة غضب وحزن شديدين؛ بسبب الإهانة والإساءة من قبل رئيسها في العمل وتهديدها بقطع رزقها، ما أدى إلى انفجار في "أم الدم" الخلقية (انتفاخ في الشرايين) أحدث نزيفاً دموياً شديداً.

وأفاد تقرير الطب الشرعي، بأنّ حمدة وصلت إلى المركز الصحي متوفية بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وأظهر تشريح الجثة وجود نزيف دموي واسع أسفل الدماغ، وتجلط بكمية كبيرة حول "أم الدم". وعلل سبب الوفاة بالنزف الدموي تحت عنكبوتية الدماغ الناتج عن انفجار "أم الدم" الشرياني.

وأوضح الدكتور محمد حسان الذنيبات، الاختصاصي في أمراض وزراعة الكلى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "أمّ الدم هي زيادة في قطر وعاء دموي (انتفاخ) نتيجة ضعف النسيج الضام المشكل لجدار الوعاء الدموي، منها ما يكون سببه وراثياً وأحياناً تكون مرافقة لبعض الأمراض الأخرى (مثل مرض بهجت، إيلرز دانلوس، التكيس الوراثي في الكلى، متلازمة مارفان) وأحياناً تكون ناتجة عن تصلب الشرايين وزيادة الدهنيات في الدم أو التدخين، ويمكن أن تنفجر في حالة ارتفاع الضغط الدموي المفاجئ؛ بسبب الغضب مثلاً أو التعرض لإساءة شديدة أو إهانة". 

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل الأردنية، محمد الزيود، إنّ الوزارة تتابع قضية وفاة العاملة الأردنية حمدة "عن كثب"، مشيراً إلى أنّه "هناك تقرير قدّم منا إلى الجهات المعنية، علماً أنّ القضية منظورة أمام القضاء، ولم نتلق أي شكوى بخصوص وفاتها سابقاً".

وذكر الزيود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ وزارة العمل الأردنية "تتعامل مع هذه القضايا وفقاً لأحكام القانون والأنظمة، إذا كان هناك فصل تعسفي أو نقل يغيّر المهنة المتعاقد عليها". وأضاف: "إذا طلبت الجهات القضائية أي معلومات من الوزارة فنحن على أتمّ الاستعداد لتقديم جميع المعلومات التي لدينا".

"جمعية تمكين" للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، طالبت، في بيان لها، اليوم الأربعاء، بتحسين بيئة العمل اللائق خاصة في المصانع، بعد وفاة عاملة الخياطة، مشيرة إلى العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء العمال والعاملات، من خلال حرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية، والممارسات التي ترقى في بعضها إلى العمل الجبري. 

وأشارت "تمكين"، في بيانها، إلى أنّ وفاة العاملة "فتحت قضية مهمة تتعلق بتوفر الصحة النفسية في بيئة العمل وأثرها على العاملين والإنتاجية على حد سواء، حيث تؤدي بيئة العمل التي لا تراعي السلامة النفسية للأشخاص، إلى مشكلات تتعلق بالصحة البدنية والنفسية".

وأضافت، أنّ "من أهم الانتهاكات التي يتعرض لها بعض العمال والعاملات في المصنع الذي وقعت فيه الحادثة، وفقاً للشكاوى التي وردت من العام 2019 حتى العام 2021، حرمانهم من الإجازات السنوية وإعطاؤهم بدلاً مالياً عنها نهاية كل عام، وفي حال اضطر العامل للتغيّب عن العمل يتم خَصْم ذلك اليوم منه".

كذلك يتم حرمان العمال، بحسب البيان، من الإجازات المرضية حتى مع وجود إجازة طبية وتعرض العاملين للسب والشتم من قبل المسؤول عنهم، ويتم الخصم من أجورهم حال تغيبهم بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، كما يتم توقيع إنذارات خطية، وإجبار العاملين على توقيع استقالات بعد إنهاء خدماتهم.

القضية أثارت ردود فعل غاضبة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا وسم #حمدة_الخياطة.

وغرّدت الناشطة هيلدا عجيلات "يبدو أنّ حادثة حمدة الخياطة ليست بمقام مؤتمرات جنيف ولا فيينا ولا باريس، فلا تجذب الفلاشات ولا كواليس المشاريع، حمده مواطنة بسيطة بعملها ولكنها عظيمة بكبريائها".

أما هلا العبادي فقالت: "وفاة حمدة الخياطة قهراً بعد تعرضها للإهانة والإساءة والصراخ من قبل رئيسها في العمل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". 

بدوره كتب إيهاب العابودي في تغريدة له: "حمدة منا وبتمثلنا، موجودة بكل بيت وبكل متجر ومصنع، ولي صار معها يمكن يصير مع أي نشمية بينا، والظالم نشكيه لله".

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.