وزارة الصحة في لبنان: انتهاء فاشية الكوليرا

11 يونيو 2023
من حملة تحصين ضدّ الكوليرا في شمال لبنان (حسام شبارو/ الأناضول)
+ الخط -

بعد ثمانية أشهر على تسجيل لبنان الإصابة الأولى بمرض الكوليرا، ثمّ تفشّيه في أنحاء مختلفة من البلاد، وفرض حالة طوارئ في هذا السياق، أعلن برنامج الطوارئ الصحية في وزارة الصحة العامة "انتهاء فاشية الكوليرا" في البلاد، اليوم الأحد في 11 يونيو/ حزيران 2023.

وجاء ذلك في بيان استعرض كلّ الإجراءات التي اتّخذتها الجهات المعنية لمكافحة الوباء، والتي أدّت في النهاية إلى "عدم تسجيل أيّ حالة مؤكدة بالمرض منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي".

وكانت وزارة الصحة العامة في لبنان قد كشفت، في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تسجيل إصابة أولى بالكوليرا في محافظة عكار شمالي البلاد. وقد بيّنت الوزارة حينها أنّ هذه الإصابة تُعَدّ الحالة الأولى في لبنان منذ عام 1993 حينما سُجّل آخر تفشّ للكوليرا.

يُذكر أنّه بعد شهر من الكشف عن الإصابة الأولى بالمرض، وإعلان وزير الصحة العامة فراس الأبيض انتشار الوباء المتسارع، أُعلنت في البلاد حالة طوارئ.

وفي هذا الإطار، استُنفرت كلّ الجهات المعنية الرسمية، من قبيل وزارة الصحة العامة ووحدة إدارة الكوارث وغيرهما، وجمعيات ونقابات طبية وتمريضية محلية شريكة في الرعاية الصحية، وكذلك منظمات تنشط في مثل هذه الأزمات من قبيل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر اللبناني، وغيرها.

واليوم الأحد، أوضح برنامج الطوارئ الصحية في بيان أنّ "لبنان شهد فاشية كوليرا استمرّت لأشهر عدّة، قامت خلالها وزارة الصحة العامة، وبتوجيهات مباشرة من وزير الصحة العامة، بتوحيد الجهود والإجراءات اللازمة لمكافحة هذا الوباء، بالتعاون مع جميع الفرقاء والوزارات المعنية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة يونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية".

وبُذلت جهود عدّة خاصة بالتوعية بهذا المرض ومن أجل الحدّ من تفشّيه. منظمة يونيسف، على سبيل المثال، حاولت مسابقة الوباء، لا سيّما مع انتشاره بسرعة. ومن ضمن حملتها، أصدرت منشورات توعية شرحت أنّ الكوليرا "عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو مياه ملوّثَين ببكتيريا الضمّة الكوليرية"، شارحة أنّها "تنتشر بسرعة في المناطق ذات الوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية الصحية".

وقد حذّرت "يونيسف" من أنّه في حال تُركت العدوى من دون علاج فقد يكون المرض "مميتاً في غضون ساعات فقط من الإصابة"، إذ من الممكن أن يسبّب جفافاً شديداً.

وفي خلال الأزمة الصحية التي استمرّت منذ أكتوبر الماضي، شملت الجهود التي أتت تحت مظلة وزارة الصحة العامة، بحسب ما جاء في بيان برنامج الطوارئ الصحية "تعريف الحالة المشتبه فيها والمؤكدة، وإدارة الحالات وعلاجها، والترصّد اليومي للحالات المشتبه فيها والمؤكدة المسجّلة على الأراضي اللبنانية، وتتبّع المخالطين، وتجهيز المستشفيات الحكومية لاستقبال الحالات، ومتابعة مرضى الكوليرا في المستشفيات، والتخلّص من النفايات السائلة بالطرق الصحية السليمة".

كذلك، كانت "فحوص دورية لمياه الشفة (الشرب)، ومياه الاستخدام في أكثر من منطقة لبنانية، ومتابعة تقصّي جرثومة الكوليرا في الصرف الصحي في لبنان، خصوصاً في المناطق حيث سُجّلت أعلى نسبة إصابات، والتحصين بلقاحات مضادة للكوليرا، وتنسيق الاستجابة للفاشية بين كلّ الفرقاء والوزارات المعنية والمنظمات الدولية، وإجراء ندوات توعية، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني حول أساليب مكافحة المرض (من قبيل تعقيم المياه والخضار والفاكهة بواسطة الكلور، إلى جانب التخلّص الصحي من النفايات السائلة...)، إلى جانب توفير الفحوص المخبرية السريعة والأمصال اللازمة للعلاج، والمضادات الحيوية، والأسرّة الخاصة لمرضى الكوليرا".

وبيّن برنامج الطوارئ الصحية أنّ كلّ هذه الجهود دفعت في اتّجاه "عدم تسجيل أيّ حالة مؤكدة بمرض الكوليرا منذ نهاية فبراير/ شباط 2023، ما يعني انقضاء أكثر من 12 أسبوعاً على تسجيل الحالة الأخيرة المثبتة في لبنان".

وبحسب ما شرح البرنامج، فإنّ منظمة الصحة العالمية توصي بإعلان انتهاء الفاشية بعد انقضاء أربعة أسابيع على أقلّ تقدير من تاريخ تسجيل الحالة الأخيرة المؤكدة مخبرياً، لذا تعلن وزارة الصحة العامة، بناءً على رأي اللجنة الوطنية للأمراض الانتقالية، انتهاء وباء الكوليرا في لبنان ابتداءً من تاريخ إصدار البيان. لكنّه شدّد على أنّ الوزارة سوف تستمرّ بمتابعة "ترصّد الإسهالات المائية الحادة عن كثب"، إلى جانب "تكثيف حملات التوعية ضدّ الإسهالات المائية الحادة، بالتعاون مع الفرقاء المعنيّين، لا سيّما في المناطق الأكثر عرضة للإصابة".

المساهمون