- **تدهور الموارد المائية**: شهدت الواحات تدهوراً في مستوى المياه الجوفية وانخفاض إنتاج التمور بنسبة 34%، وزادت احتمالية الحرائق بسبب الاستغلال المفرط للموارد المائية وإهمال الواحات.
- **اقتراحات للحد من الحرائق**: دعا الأكاديميون إلى تنمية الواحات، تحسين إدارة المياه، تنظيم حملات توعوية، ودعم المجتمع المدني، مع تخصيص ميزانيات لإنشاء محطات استشعار الحرائق.
أدى تغير المناخ إلى اندلاع متكرر للحرائق في واحات النخيل بالمغرب، كان آخرها قبل نحو أسبوعين وتسببت في خسائر كبيرة في واحة تودغي بمدينة تنغير والتي تنتشر فيها أشجار النخيل بكثافة جنوب شرقي المغرب. ما حدا بمختصين بيئيين للدعوة إلى تفعيل النشاط الزراعي والسكاني ووضع "خطط كوارث عاجلة"، لتفادي الآثار المدمرة للجفاف والحرائق على الواحات التي تبلغ نحو 15% من مساحة البلاد الكلية وفق تقديرات غير رسمية.
ووفق تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات (غير حكومي)، فإنّ "الواحات تغطي 15% من مجموع مساحة البلاد، ويقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة"، أي ما يعادل 5% من مجموع سكان المملكة، مشيراً إلى أن الواحات شهدت خلال العقدين الماضين تدهوراً لافتاً، ولا سيما في مستوى المياه الجوفية، بمعدل يراوح بين 15 و20 متراً مكعباً سنوياً، مع انخفاض 34% من إنتاج التمور.
وحذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (حكومي)، في تقرير سابق له، من الاستغلال المفرط للموارد المائية بالواحات. وفي 21 يونيو/ حزيران الماضي، حذرت الوكالة المغربية للمياه والغابات (حكومية)، في بيان، سكان المناطق المجاورة للغابات في عشرة أقاليم من "خطورة قصوى" (المستوى الأحمر) لاندلاع حرائق في تلك الغابات.
واحات النخيل تحترق في المغرب
قبل أسبوعين، أتى حريق تودغي على كثير من أشجار النخيل بالواحة، بينما تمكنت السلطات المحلية والوقاية المدنية بمساعدة السكان من إخماده دون تسجيل خسائر بشرية. وانتقد حزب التقدم والاشتراكية (معارض)، حينها، ما وصفه "بضعف وقلة الآليات والإمكانات التي حالت دون السيطرة الفورية على الحريق، ما ترتبت عنه خسائر كبيرة".
ووفق الباحث المغربي المتخصص في البيئة والتغيرات المناخية شكيل عالم، فإن "إهمال الواحات أحد أبرز أسباب الحرائق"، مضيفاً أن "عدم الاهتمام بالواحات جعلها فضاء قابلاً للاشتعال في أي لحظة، خاصة مع تراجع مستوى المياه في الأرض".
وأوضح عالم، وهو أستاذ بكلية العلوم بمدينة الراشيدية (جنوب شرق) أن عدم تنقية واحات النخيل من الجريد اليابس يزيد احتمال الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى هجرة الشباب من هذه الواحات، ما يحول دون تعميرها والاهتمام بها، مشيراً إلى أن قلة المياه في تلك المناطق جعلت السكان لا يهتمون بالواحات، ما بات يشكّل مصدراً آخر يفاقم مشكلاتها.
التغير المناخي يزيد من اشتعال الحرائق
رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ بالمغرب (غير حكومية) مصطفى بنرامل، حذر من ارتفاع وتيرة حرائق الواحات نظراً إلى ارتفاع درجات الحرارة، أحد تداعيات التغيرات المناخية، معتبراً أن تراجع النشاط الزراعي بالواحات من جراء الجفاف يشكل أحد أسباب الحرائق التي تنشب فيها بين حين وآخر.
وفي 6 يوليو/ تموز الجاري، دعا مواطنون وناشطون في المغرب مسؤولي البلاد إلى التدخل لحماية واحات النخيل من الحرائق، عقب يومين من اندلاع حريق بواحة تودغي في تنغير. وفي عريضة إلكترونية تحت شعار "الواحة أمانة"، وقعها عشرات المواطنين والناشطين المغاربة، "يناشد الغيورون على الواحات خاصة والبيئة عامة، المسؤولين بالتدخل لحماية الواحات من الحرائق ووضع خطة استباقية لتفادي وقوع الكوارث". وطالب الموقعون بتنظيم حملات توعوية بالشراكة مع المجتمع المدني لحماية الواحات من الحرائق المحتملة. وأوضحوا أن "الجفاف والتصحر ومنح تراخيص للضيعات (الزراعية) الكبرى تهدد الواحات، خاصة مع قلة المياه".
اقتراحات للحد من حرائق الواحات
وللحد من الحرائق المتكررة في الواحات، دعا الأكاديمي عالم إلى تنميتها وإعادة التوطين فيها لأن إهمالها يهدد وجودها بالكامل، داعياً إلى ضرورة الاعتناء بالواحات القديمة وعدم تركيز الدعم المالي واللوجيستي على مزارع النخيل وأشجار الزيتون فحسب، مشيراً إلى أن سكان الواحات القديمة ينتظرون دعماً حكومياً، خصوصاً أن دورها بيئي وسياحي في الوقت ذاته.
بدوره، أبرز بنرامل ضرورة حسن إدارة المياه بالواحات نظراً إلى توالي سنوات الجفاف بالبلاد، مبرزاً ضرورة حسن إدارة المياه بالواحات نظرا إلى توالي سنوات الجفاف بالبلاد. ودعا إلى ابتكار نظام سقي جديد بالنظر إلى الجفاف، إضافة إلى تخصيص ميزانيات لتنفيذ مشاريع لإعادة إحياء الواحات ومحاربة الهجرة منها، مضيفاً أنّ "الواحات بحاجة إلى محطات لاستشعار الحرائق، فضلاً عن دعم المجتمع المدني المحلي للقيام بأدوار في إطار محاربة الحرائق".
وفي مايو/ أيار المنصرم، توقعت الوكالة المغربية للمياه والغابات تزايد خطر نشوب حرائق في الغابات صيف العام الجاري، نظرا لظاهرة الجفاف التي تضرب المملكة للعام السادس على التوالي، واستمرار موجات الحر بعموم البلاد. مشيرة إلى أن الغابات التي تغطي نحو 12% من مساحة البلاد، شهدت 466 حريقاً خلال عام 2023 تضررت من جرائها 6 آلاف و426 هكتاراً.
وفي 2022، سجل المغرب نحو 500 حريق اجتاحت أكثر من 22 ألف هكتار من الغابات، وكانت جهة الشمال في مقدمة المناطق المتضررة، بعدد 182 حريقاً أتت على 1620 هكتاراً، وفق الوكالة.
(الأناضول)