أوصت السلطات الصحية في دول أوروبية عدة بتطبيق نهج "الخلط والمطابقة"، عبر منح الأشخاص نوعين مختلفين من اللقاحات يتوزعان على جرعتين، أو ثلاث، أملاً بزيادة حمايتهم، في إطار مكافحة مشكلات لوجستية تواجه برامج التلقيح العالمية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا.
لكن خبراء أبلغوا شبكة "سي أن أن" الأميركية، وفق تقرير لها، بأنّ "فاعلية هذا النهج غير مثبتة، وتطرح علامات استفهام كان يجب توفير إجابات عنها قبل تعميمه، لذا يسعى المجتمع العلمي إلى إجراء مزيد من الدراسات حول الجمع بين لقاحات مختلفة".
وشرح الباحث الأول في مركز جامعة جونز هوبكنز الأميركية للأمن الصحي، أميش أدالجا، أنّ فكرة استخدام أنواع مختلفة من اللقاحات جديدة نسبياً، وتندرج في إطار ما يسمى "مفهوم التطعيم غير المتجانس"، موضحاً أنّ "دراسات محدودة أجريت في الماضي حول استخدام أنواع غير متجانسة في لقاحات ضد فيروسات إنفلونزا الطيور، لذا أرى أنّ خطط الدمج تهدف بالدرجة الأولى إلى محاولة فهم استجابة المناعة للقاحات المختلفة".
وأوصت ألمانيا، في الأول من يوليو/ تموز الجاري، بخلط لقاحات فيروس كورونا، بعدما أيّدت اللجنة الألمانية للتلقيح (STIKO) إمكان حصول أي شخص، بغض النظر عن سنه، على جرعتين من لقاحين مختلفين، تتوزعان بين لقاح "أسترازينيكا" كجرعة أولى، وآخر يعمل وفق تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (MRNA)، مثل "فايز/ بيونتيك" أو "موديرنا"، كجرعة ثانية.
وأشارت اللجنة الألمانية للتلقيح إلى أنّ "نتائج الدراسات تظهر أنّ الاستجابة المناعية الناتجة من تلقي جرعة مختلطة أكثر فاعلية من التطعيم بجرعتين من اللقاح ذاته".
وتبنت جمهورية الدومينيكان ذات الاتجاه، وأعلنت أنها ستبدأ إعطاء الأطباء جرعة لقاح ثالثة من لقاح مختلف عن الجرعتين السابقتين لمواجهة متغيرات فيروس كورونا، علماً أنّ سلطاتها تستخدم لقاحات "أسترازينيكا" و"سينوفارم" الصيني، و"فايزر/ بيونتيك".
ووجد باحثون في بريطانيا، أنّ برامج التلقيح التي تمزج بين "أسترازينيكا" و"فايزر/بيونتيك"، حفّزت استجابة مناعية قوية.
في المقابل، وجدت دراسة أخرى أنّ الأشخاص الذين حصلوا على جرعات مختلطة من اللقاحات كانوا أكثر عرضة للإصابة بآثار جانبية خفيفة مثل الحمى أو القشعريرة أو التعب أو الصداع. لكن هذه الآثار لم تدم فترة طويلة، ولم تترافق مع مخاوف على السلامة.
ومع انتشار المتحور "دلتا" الأكثر عدوى في الولايات المتحدة، يشعر البعض بقلق من الحاجة إلى جرعة إضافية من اللقاح لتعزيز مناعة أولئك الذين جرى تطعيمهم، خصوصاً من لقحوا بـ"جونسون أند جونسون" الذي يُعتبر الأقل فاعلية بين اللقاحات، رغم أنّ بيانات حديثة تظهر عكس ذلك، وتشير إلى أنّ فاعليته قد تستمر 8 أشهر على الأقل، وتحمي من المتحور "دلتا".
وقال مدير مركز اللقاحات في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، إنّ "نتائج دراسات شركة جونسون أند جونسون تشير إلى أنّ تناول جرعتين من لقاح يستخدم تقنية mRNA، أو جرعة واحدة من لقاح جونسون أند جونسون، قد يحمي من أعراض شديدة يسببها المتحور دلتا".