هل تساءلتَ يوماً ما إذا كان لدى معالجك النفسي معالج؟ إنه سؤال جيد. بعد كل شيء، يقضي المعالجون أيام عملهم برفقة أشخاص يواجهون تحديات كبيرة في الحياة وظروفا صعبة مثل القلق الشديد أو الاكتئاب أو الفقدان أو الصدمة.
ألا يؤثر الأمر على الصحة النفسية للمعالجين؟
حياة المعالجين الخاصة
المعالجون النفسيون ليسوا أبطالاً خارقين. يشعرون بالإرهاق والتعب والمرض ويواجهون تحديات شخصية أو مشاكل صحية أو مالية وغير ذلك. وخلال تفشي جائحة كورونا، زاد عدد المرضى الذين قصدوا المعالجين النفسيين، في وقت كان على المعالجين النفسيين أنفسهم تحمّل أزمة الوباء.
بالإضافة إلى ما سبق، قد يواجه المعالجون النفسيون مشاعر قوية مثل الجرح أو الغضب أو اليأس أو الحزن. العواطف القوية غالباً ما تكون معدية. بعبارة أخرى، قد يمتص المعالجون مشاعر مرضاهم، وقد يؤثر الأمر على فعالية عملهم. ونظراً لهذه التحديات، قد تسأل: "ما الذي يجعل الشخص يرغب في أن يصبح معالجاً نفسياً؟".
أن تصبح معالجاً
ربّما يكون السبب الأكثر شيوعاً الذي يجعل الناس يقررون أن يصبحوا معالجين نفسيّين هو أن لديهم تجربة إيجابية في علاج أنفسهم وقد تغلّبوا على المصاعب، وحلّوا مشاكلهم مع القلق أو الاكتئاب. "حدّدت موعداً وبدأت رحلتي في العلاج. كان معالجي رجلاً عجوزاً طيباً وافق على رؤيتي في مقابل أجر منخفض يمكنني تحمله. عرفتُ جلسة بعد أخرى أنني كنت أشعر بتحسّن وموقفي تجاه الحياة يتحسن. بعد سنوات، أقنعتني تلك التجربة الرائعة بممارسة مهنة العلاج النفسي"، يقول المعالج النفسي سين غروفر في موقع "سايكولوجي توداي".
الديناميات العاطفية في العلاج
لماذا يقضي المعالجون النفسيون الكثير من الوقت في فهم أنفسهم؟ لأن جلسات العلاج عادة ما تكون عاطفية. عندما يفهم المعالجون النفسيون تاريخهم ومشاعرهم، يكون لديهم حزام آمن يحميهم من عجلة العواطف الدوارة، ويكونون قادرين على الاستمرار في التركيز في الجلسات.
هل المعالج الخاص بك لديه معالج؟
هذه حقيقة صادمة. المعالجون النفسيون غير مطالبين بالمشاركة في علاجهم. مطلوب منهم الإشراف والتدريب. وبينما تتطلب معاهد التحليل النفسي بعد التخرج علاجاً شخصياً، فإن برامج الدراسات العليا لا تتطلب ذلك. من الممكن أن تصبح معالجاً مرخصاً من دون الحاجة إلى العلاج.