هل تكون المياه الغازية بديلاً صحياً من المياه العادية؟

16 سبتمبر 2021
ينصح الخبراء بالاعتماد على المياه الطبيعية بشكل رئيسي (Getty)
+ الخط -

راجت فكرة شرب المياه الغازية عند الكثير من الأشخاص، بمن فيهم من يتبعون حميات غذائية، أو الرياضيون، وحتى الأطفال، الأمر الذي حقّق لشركات المياه الغازية أرباحاً تفوق أربعة مليارات دولار في الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من زيادة الإقبال على هذا النوع من المياه، إلا أن أسئلة كثيرة تدور حول مدى فاعليتها، وتأثيرها في الصحة.

وبحسب آن لينج، اختصاصية التغذية في المركز الطبي بجامعة واشنطن في سياتل، فإن "المياه الغازية غير المحلاة قد تكون أكثر قبولاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يشربون كميات كبيرة من المياه يومياً، وما يجعلها أكثر قبولاً، احتواؤها على مواد كربونية أعلى من المياه الطبيعية".

ويتفق خبراء التغذية على أن "المياه الغازية (التي تحتوي على كميات أعلى من الكربون والفوارة بشكل طبيعي) لا تضر بالصحة، إذ تمنح الجسم المعادن المطلوبة، باستثناء أنها تؤدي إلى تسوّس الأسنان".

ووفق الخبراء، فإن نقص مادة الفلوريد في المياه الغازية يسبّب تسوس الأسنان، بحسب تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

كيف تتفاعل المياه الغازية؟

تشرح خبيرة التغذية آن لينج كيفية تفاعل المياه الغازية مع جسم الإنسان، فتقول: "تحتوي المياه الغازية على ثاني أكسيد الكربون، الذي يتحول بدوره إلى حمض الكربونيك عندما يختلط باللعاب، ما يؤدي إلى خفض مستوى الحموضة، ومن شأن المشروبات التي تحتوي على درجة حموضة منخفضة أن تسبب تآكل الأسنان". ومع ذلك، قد تكون المياه الغازية غير المحلاة مفيدة أكثر من العصائر الاصطناعية، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2016 ونُشرت في مجلة الجمعية الأميركية لطب الأسنان.

بدأت بعض العلامات التجارية للمياه الغازية في الفترة الماضية بالبحث عن وسائل لمعالجة هذه المشكلة. فقد عمدت بعضها إلى إضافة مكونات مثل حامض الستريك، الذي يمكن أن يرفع مستوى الحموضة، أو إلى تعزيز المشروبات بشرائح الليمون، للحصول على فوائد صحية أكبر.

على الرغم من ذلك، ترى الدكتورة بريتاني سيمور، الأستاذة المساعدة في كلية طب الأسنان بجامعة "هارفارد" الأميركية، والمتحدثة باسم جمعية طب الأسنان الأميركية، أن إضافة معادن جديدة إلى المياه الغازية لا تعني حلّ مشكلة تآكل الأسنان. وتنصح الأشخاص بالاعتماد على المياه الطبيعية بشكل رئيسي، بدلاً من المياه الغازية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

كذلك، تطلب سيمور من الأشخاص الذين يفضلون استخدام المياه الغازية في الطبخ الإسراع في تناول الوجبة، لأن بقاء المياه الغازية مع الطعام لفترات طويلة يؤدي إلى فقدان الكثير من العناصر الغذائية. وتشدد أيضاً على غسل الأسنان فور الانتهاء من الطعام.

أما بالنسبة إلى الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بشرب المياه الغازية، فتطلب منهم ضرورة توخي الحذر وتشجيعهم على شرب المياه الطبيعية.

ووجدت دراسات سابقة أن المياه الغازية قد تكون سبباً في حصول "انتفاخ الجهاز الهضمي"، والتسبب في حصول "الغازات".

وبحسب كورتني شوشمان، اختصاصية تغذية مسجلة في جامعة شيكاغو للطب ومتخصصة في صحة الجهاز الهضمي، "عندما يبتلع الإنسان المواد "المكربنة"، الطبيعي ألّا تبقى في الجسم، وأن تبحث عن مكان للخروج، إما أن تنتقل عبر الغازات، وإما أن تؤدي إلى انتفاخ البطن".

وتحذر شوشمان الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم من تناول كميات كبيرة من المياه الغازية، لأن كميات الصوديوم التي تحتويها تساعد في رفع ضغط الدم.

المساهمون