هل تتأثر سنقنيب ودنقناب بالحرب في السودان؟

21 مارس 2024
ثروة مرجانية رائعة في محميات السودان (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 إبريل 2023، بدأت مدينة بورتسودان، المعروفة بكونها أحد أكبر الموانئ على البحر الأحمر وبوابة لمواقع سياحية بيئية نادرة مثل جزيرة "سنقنيب" ومحمية خليج "دنقناب"، في استقبال مئات العائدين والنازحين يوميًا.
- تتميز هذه المناطق بتنوعها البيولوجي الغني ونقائها البيئي، حيث تضم محمية دنقناب تنوعًا أحيائيًا مدهشًا وتعتبر من المناطق المحتملة كملجأ للمرجان في مواجهة التغيرات المناخية العالمية، بفضل انعدام التلوث البيئي وتنوع مواقع الغطس.
- تؤكد الأحداث الجارية على أهمية حماية هذه الموائل النادرة من تأثيرات الحروب والصراعات التي لا تهدد البشر والبنية التحتية فحسب، بل تستهدف الطبيعة وتهدد التوازن البيئي والحياة البرية، مما يستدعي حملة توعية بيئية شاملة.

منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 إبريل/ نيسان 2023، تستقبل المناطق البعيدة عن العاصمة الخرطوم، وخصوصاً مدينة بورتسودان (شرق)، مئات من العائدين من أبنائها يومياً، فضلاً عن نازحين من مناطق أخرى، بمن فيهم أجانب يأملون في عبور الحدود، أو الابتعاد عن الاشتباكات.
والمعروف عن بورتسودان إلى جانب كونها أحد أكبر الموانئ المطلة على البحر الأحمر، أنها بوابة لمواقع سياحية بيئية نادرة، من بينها جزيرة "سنقنيب" التي تبعد نحو 30 كيلومتراً شمال شرق الميناء، وتمتد بطول ستة كيلومترات وعرض كيلومترين، بمساحة تقارب 2555 هكتاراً، وتم تصنيفها كمحمية بحرية في عام 1991، وهي تضم ثلاث بحيرات و129 نوعاً من المرجان، كما تتميّز بأنها من المناطق النقية البعيدة عن التلوث.
أما محمية خليج "دنقناب"، فتبعد عن بورتسودان نحو 157 كيلومتراً شمالاً، وتمتد على مساحة 2808 كيلومترات مربعة، وتزخر بتنوع أحيائي مدهش يشمل العوالق الصغيرة وأصناف الأسماك وقرش الحوت، وأنواعاً مهددة بالانقراض، مثل سمكة "دقونق" التي يقال إن اسم دنقناب مشتق من اسمها، وأيضاً "ناقة البحر" و"المانتاري" وبعض السلاحف البحرية.

موقف
التحديثات الحية

واكتسبت دنقناب أهميتها من كونها نجت حتى الآن من تأثيرات الاحتباس الحراري التي قضت على 16 في المائة من الشُّعب المرجانية عالمياً، لتعتبر واحدة من المناطق المحتملة كملجأ للمرجان في مواجهة التغيرات المناخية العالمية، نسبة إلى ما تحتويه من أحزمة الشعاب المرجانية، وجزر الكلس المرجاني، والجزر الصخرية، والسهول الطينية والرملية، وغابات المانجروف والنباتات الملحية، والحشائش البحرية القاعية، ومناطق ساحلية رائعة، من بينها خليج يأوي صدف اللؤلؤ من التوالد الطبيعي.
وتتميّز محمية دنقناب بمواقع غطس متعددة تتفاوت أعماقها ومكوناتها البيئية، من أشهرها شامبايا، وأبينقنتون، وقنال مشاريف، وأنقاروش، وميرلو. وقبيل الحرب، كانت نحو 80 في المائة من إيرادات السياحة بولاية البحر الأحمر تأتي من ممارسة الغوص في تلك المنطقة لتميّزها بانعدام التلوث البيئي مقارنة بمناطق الغطس الأخرى حول العالم، علاوة على الشواطئ الرملية النظيفة، ووجود عدد من الخلجان والمراسي الطبيعية الجميلة، مثل خور شنعاب وانكيفال.
ولا تقتصر تأثيرات الحروب والصراعات على البشر والأبنية، ولا تتسبب في انهيار البنية التحتية فحسب، بل تستهدف الطبيعة وتهدّد التوازن البيئي والحياة البرية من خلال تدمير الموائل. لذا تتعالى أصوات البيئيين السودانيين بضرورة حماية هذه الموائل النادرة في ظل هذا الوجود البشري الكبير، وتتمثّل أولى خطوات الحماية في حملة توعية بيئية شاملة بمشاركة واسعة من كافة القطاعات المجتمعية.
(متخصص في شؤون البيئة)

المساهمون