هكذا تصحح سلوك طفل "مراوغ"

28 سبتمبر 2021
لا تعرف سبب ردّ فعلها بهذه الطريقة (Getty)
+ الخط -

قد لا يتناسب منطق الكبار مع تفسير ضحك الطفل لدى التدخل لتربيتهم وتصحيح تصرفاته، فهم يعتبرون أنه يتصرف كما لو أنه لا يهتم حين يفعل أو يقول شيئاً مؤذياً لنفسه أو ربما للآخرين. ويعتقدون أيضاً أنّه لا يظهر أيّ تعاطف، وربما يكون مصاباً باعتلال اجتماعي، ما يطرح تساؤلات لديهم حول كيفية تربيته في ظل تمتعه بردود فعل غير مقبولة.
ويؤيد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" أنّ "أفعال الطفل قد تبدو غير منطقية ومقلقة في الظاهر، ومن بينها الضحك، الشعور بالخجل، أو الهروب، وتغطية الآذان، لكنّها تشير من منظوره إلى سلوك منطقي يهدف ببساطة إلى توفير حماية له، وإراحته من فيض من المشاعر الصعبة".
ويعتبر خبراء في علم النفس أنّ "استجابات المراوغة لدى الطفل لا تعني افتقاره إلى تعاطف أو مشاعر. فهو يختبر خصوصاً إذا امتلك حساسية عالية بطبيعته، تصحيحات أو حتى توجيهات باعتبارها اتهامات شخصية، وليس قواعد معتمدة يضعها الكبار". يضيفون: "مواجهة الغضب أو خيبة الأمل من سلوك خضع لملاحظات قد يكون مربكاً جداً للطفل، فهو يعرف أنه فعل شيئاً غير مقبول، لكنه لا يملك مهارات منع نفسه من التصرف بناءً على دوافعه. وهكذا ينخرط في كل أنواع المراوغة من أجل صرف الانتباه عن توتره وعدم راحته، أي أنه يحاول فقط التأقلم مع مشاعر يجد صعوبة في فهمها وإدارتها".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويحذّر هؤلاء الخبراء أنّ "مواجهة ردود فعل الطفل بقسوة وعقاب، خصوصاً في نفس وقت واقعة الإيذاء، قد تضخم مشاعر الخجل لديه وتدفعه إلى الخروج عن نطاق السيطرة، فدماغه المليء بعواطف لن يسمح بتفكيره بوضوح بما حصل، ما يجعل أيّ قدر من التصحيح غير فعال في تلك اللحظة". ويشيرون إلى أنّ إخبار الطفل بالتوقف عن الضحك أو إخراج اللسان أو تغطية الأذنين أو سؤاله عن سبب قيامه بذلك لن ينفعا لأنّه لا يعرف سبب رد فعله بهذه الطريقة. كذلك يوصون بعدم إجباره في حال الاستدارة بعيداً على الاتصال بالعين "لأنّ ذلك قد يتحول إلى ما يشبه صراعاً على السلطة ويحوّل الانتباه بعيداً عن الحادثة".
الأكيد أنّ الدافع الطبيعي لدى البالغين هو استخدام المنطق لتعليم الطفل درساً في لحظات صعبة. لكنّ عندما يكون مرهقاً عاطفياً لن يستطيعوا الوصول إلى الجزء في الدماغ الذي يسمح له بالتفكير، لذا يجب الانتظار حتى يعود الهدوء إليه للانخراط معه في أي شرح بقصد التعليم وتحسين السلوك، مع ضرورة للسماح له بالتفاعل والاستجابة مع الأفكار المطروحة.
وتقلّل إعادة سرد الحوادث من دون إصدار حكم من الدفاعية، ما يزيد احتمال شعور الطفل بأمان حين ينظر إلى مشاعره وردود فعله. وهي الخطوة الأولى الحاسمة التي تجعله يتحمل مسؤولية سلوكه، ويتعلم التعبير عن مشاعره بطرق مقبولة. وهذا هو الهدف النهائي.

المساهمون