"هذي قطر": بيوت الشباب تستضيف جمهور المونديال

13 ديسمبر 2022
يتفاعل متطوعو بيوت الشباب القطرية مع المشجعين (حسين بيضون)
+ الخط -

في متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني اجتمع مقيمو جمعية بيوت الشباب القطرية للتعرف إلى التراث القطري عبر مقتنيات أكبر المتاحف الشخصية في العالم، وذلك ضمن مبادرة "هذي قطر" التي أطلقها منتسبو الجمعية في نوفمبر/ تشرين الثاني بالتزامن مع استضافة كأس العالم.
يعد المتحف أحد المواقع السياحية الأحد عشر التي توفر المبادرة الشبابية زيارات مجانية إليها، والهدف هو تعريف المقيمين في بيوت الشباب خلال كأس العالم بالمواقع الطبيعية والأثرية التي لا يزورها السيّاح عادةً لبعدها عن مكان إقامتهم.
أُنشأت جمعية بيوت الشباب القطرية في عام 1986، وهي أحد المنازل المنتشرة في العالم التي توفر سكناً بأسعار ملائمة، وتهيّئ للشباب مناخاً للتبادل الثقافي، وتشجعهم على الترحال، والتفاعل الإيجابي مع مختلف الثقافات.
تقول مديرة التشغيل في بيوت الشباب القطرية نادية تركتر إنّ تلك البيوت تشّجع على الاكتشاف، خصوصاً مع توفيرها بيئة مختلفة عن الفنادق، تتيح فرصة الاختلاط من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية.
يقدر عدد نزلاء بيوت الشباب القطرية خلال في عام 2022، بأكثر من 2545 شخصاً من 81 جنسية، في حين استقبلت 488 زائراً من 27 جنسية منذ انطلاق مونديال كأس العالم، وفقاً للتقرير السنوي.
يعمل في بيوت الشباب القطرية مجموعة من المتطوعين والمنتسبين الشباب الذين يتغيّر عددهم حسب الأنشطة، إذ يُفتح باب التطوع مع كل فعالية جديدة، مع إقامة دورات لتمكينهم في الإرشاد السياحي إيماناً بأهمية أن يكون دور الشباب حاضراً في تطوير المجتمع.
وتأتي مبادرة "هذي قطر" في إطار دعم وزارة الرياضة والشباب لتنمية الشباب، وزيادة مشاركتهم على جميع الأصعدة، وحازت دولة قطر المركز الثاني عربياً، والـ 32 عالمياً في ترتيب مؤشر تنمية الشباب العالمي لعام 2020، والصادر عن رابطة الكومنولث، والذي شمل 181 دولة حول العالم. وتشير تركتر إلى أنّ "بيوت الشباب القطرية تساهم في تنمية الشباب عبر تنظيمها أنشطة تمنحهم فرصة خوض تجارب حياتية ومجتمعية خارج أوقات الدراسة، وتُكسبهم مهارات جديدة لتحضيرهم للحياة العامة"، مؤكدةً "أهمية هذه التجارب في تعزيز قدرات الشباب على الاندماج، والانفتاح على الآخرين".

فرصة للتعرف على التراث القطري (حسين بيضون)
فرصة للتعرف إلى التراث القطري (حسين بيضون)

وتقول المنتسبة لبيوت الشباب القطرية عضو مبادرة "هذي قطر" فاطمة السليطي إنّ تجربتها ساعدتها على تطوير مهارات التواصل، موضحةً أن "الشباب القطري لا يتعامل مع أناس من بلدان مختلفة عادةً، فلدينا مجتمع محلي محافظ، وعند تعاملي مع أشخاص من بلدان أخرى أنتبه إلى أنّ هناك تفكيراً مختلفاً، فنحن لا نفكر مثلهم، وهم لا يفكرون مثلنا، كما أنّهم فضوليون حول ثقافتنا، ونحن نقدم لهم الكثير من المعلومات".
وتشير المتطوعة في المبادرة عنود علي إلى أنّه "إضافة إلى تعريف المبادرة لجمهور كأس العالم بدولة قطر وتراثها، أتاحت للمتطوعين فرصة الاختلاط مع ثقافات مختلفة أثناء قيامهم بالتعريف ببلدهم".
ويقول عضو في المبادرة، عبد العزيز محمد، إنه أراد المساهمة في فعاليات كأس العالم، مردفاً أنّ "الناس الذين يحضرون المباريات يحبّون التعرف إلى ثقافة قطر، وعلى ماضيها أيضاً. شباب البلد هم أفضل من يقدم هذه المعلومات، وهنا يبرز دورنا خلال هذه الفترة، كما أنّ ذلك يعزز الانتماء الوطني داخلنا كوننا شباباً يخدمون مجتمعهم".

وتشمل مبادرة "هذي قطر" تعريف الزوار بالمواقع السياحية والأثرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخمس لغات، هي العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية.
ويقول عبد العزيز محمد إنّ "التواصل مع الزوار بلغتهم الأم يميز المبادرة، كون المعلومات تكون أقرب للسائح، وأسهل للفهم حين يقرأها بلغته، وليس كلّ الزوار يجيدون اللغة الإنكليزية، وينبغي استخدام لغات أخرى، وهكذا نظهر اهتمامنا بالتواصل مع الجميع".
وتوضح السليطي أنّها أدركت أهمية التعريف بالأماكن السياحية والتراثية بأكثر من لغة من خلال تواصلها مع وفود من أكثر من 30 دولة في المؤتمر الـ 54 للاتحاد الدولي لبيوت الشباب، والذي استضافته بيوت الشباب القطرية في سبتمبر/ أيلول الماضي، وتضيف: "لا يتحدث الجميع الإنكليزية، وإذا تحدثوها فهي ليست لغتهم الأم. لذا كان من الضروري التواصل مع الزوار بلغاتهم".

زيارات مجانية للمواقع الأثرية القطرية (حسين بيضون)
زيارات مجانية للمواقع الأثرية القطرية (حسين بيضون)

وتزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفال بمرور 90 عاماً على نشأة الاتحاد الدولي لبيوت الشباب، والذي يعد إحدى أكبر المؤسسات الشبابية حول العالم، ويعمل تحت إدارة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، وتنتشر فروعه في 74 دولة، ويشمل ما يزيد على 4000 بيت.
وتمنح إقامة المشجعين في بيوت الشباب القطرية فرصة التعرف إلى الشعب القطري وثقافته. يقول الكاميروني فونكو آرميل: "لا أعتقد أنني كنت سأحظى بفرصة التعرف إلى الأماكن السياحية والتراثية في قطر في حال إقامتي بفندق عادي، بينما بيوت الشباب أتاحت لي تجربة زيارة الأماكن التي تمكّنني من فهم الثقافة القطرية والإسلامية".
وتقول التركية فاطمة أوروك إنها دائماً تختار السكن في بيوتٍ للشباب خلال أسفارها، لأنها تتيح لها إمكانية مقابلة أشخاص مختلفين، مردفةً أنّ إقامتها في بيوت الشباب القطرية لم تمنحها فرصة التعرف إلى الثقافة القطرية فحسب، بل أيضاً على ثقافات مختلفة لسكنها مع أشخاص أتوا ليشجعوا منتخبات بلادهم في كأس العالم.

المساهمون