هذه أنواع أمراض المفاصل وطرق علاجها
لطالما صُنفت أمراض المفاصل على أنها تصيب كبار السن، ويزيد ظهورها بعد سن الأربعين حين تضعف تدريجاً القدرات الصحية والجسدية.
يفيد موقع "ميدل لاين بلاس الطبي" الأميركي بأن المفصل من الأجزاء الأساسية التي قد يؤدي تلفها أو تعرضها لمرض إلى حدوث مشاكل صحية عدة تتخطى أوجاع العظام، وصولاً إلى التسبب في حدوث شلل، مشيراً إلى أن المفصل هو الجزء الأساسي الذي يربط بين عظمتين أو أكثر للسماح بالحركة، وبالتالي، فكلما زاد نطاق الحركة أو الضغط، كلما زاد خطر الإصابة في حال انخفاض قوة المفصل.
ويكشف تحليل بيانات العبء العالمي للأمراض (GBD) لعام 2019، أن نحو 1.71 مليار شخص حول العالم يعانون من أمراض العضلات والعظام، بما في ذلك آلام أسفل الظهر، وآلام الرقبة، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي، في حين يختلف انتشار أمراض الجهاز العضلي الهيكلي بحسب العمر والتشخيص، وتشمل الإصابات الناس من مختلف الأعمار.
ويشير المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن 1 من كل 4 بالغين تقريباً في الولايات المتحدة، أو 58.5 مليون شخص، يعانون من التهاب في المفاصل جرى تشخيصه طبياً، وهو أكثر شيوعاً لدى النساء بنسبة 23.5 في المائة مقارنة بـ18.1 في المائة لدى الرجال، ويزداد مع تقدم العمر.
يقول اختصاصي جراحة العظام والمفاصل، أشرف المسمار، لـ"العربي الجديد": "يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض على المفاصل، وتتسبب في آلام عبر جعلها في حال تيبس أو انتفاخ. هناك ثلاثة أنواع أكثر شيوعاً من الأمراض التي تصيب المفاصل، أولها أمراض جرثومية قد يكون سببها الإصابة بنزلة برد أو بجرثومة، وهي تتطلب دخول المستشفى لإجراء علاجات أساسية، والنوع الثاني هو الورم السرطاني، والذي يستدعي استئصال المفصل واستبداله بآخر صناعي، أما النوع الثالث فيرتبط بأمراض تصيب المفصل بسبب التقدم في السن، أو بسبب الضغط عليه، أو نتيجة حصول إصابة عرضية، أو بسبب التهابات، وهذه تعالج من خلال أدوية".
يضيف المسمار: "النوع الثالث من أمراض المفاصل هو الأكثر شيوعاً، إذ يعاني نحو 75 في المائة من المرضى من التهابات أو كسور. أيضاً تصيب العظام والمفاصل أمراض يمكن أن تشكل حالة فريدة، فعلى سبيل المثال، يعد مرض النقرس من الأمراض التي تتطلب علاجاً فورياً بسبب شدة الألم".
ويُعرف النقرس بأنه مرض مزمن تدريجي ينتج عن ترسب بلورات حمض اليوريك في أنسجة الجسم، ويترافق عادة مع ألم شديد مفاجئ في القدم، ويظهر المفصل المصاب ساخناً ومنتفخاً، وعادة، يذوب حمض اليوريك في الدم، ويمر عبر الكلى، ثم يخرج مع البول، لكن الجسم يُنتج في بعض الأحيان الكثير منه، أو تفرز الكليتان كمية ضئيلة منه. حين يحدث ذلك، يتراكم حمض اليوريك ليشكل بلورات بولية تنعكس كشعور بوخز في المفاصل.
ويمكن أن تؤدي إصابة المفصل أو الإفراط في استخدامه مثل ثني الركبة والضغط المتكرر، إلى تلف المفصل، ما يزيد من خطر الالتهاب. ووفق المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تحصل الإصابة بالتهابات المفصل نتيجة عوامل عدة، منها العمر، والجنس، إذ تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة، خاصة بعد سن الخمسين، بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم لديهن، ومواجهتهن مشاكل هشاشة العظام.
كما أن السُمنة من بين أبرز عوامل الإصابة، إذ يشكل الوزن الزائد ضغطاً زائداً على المفاصل، ما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، ولا يمكن تجاهل تأثير التاريخ العائلي، فالأشخاص الذين أصيب أفراد من أسرتهم بالتهاب المفاصل أكثر عرضة للإصابة به، والأشخاص الذين لديهم التهاب في مفاصل اليد أكثر عرضة للإصابة بالتهاب مفاصل الركبة.
ويوضح الطبيب المسمار أن "تشخيص الإصابة بأمراض المفاصل يحصل من خلال الكشف السريري أولاً، ثم عبر إجراء الصور والاختبارات، كما يمكن أن يساعد اختصاصي الروماتيزم في كشف الأمراض. بعد إجراء التشخيص، وتحديد نوع المرض، تبدأ مرحلة العلاج التي تنقسم إلى قسمين، يتضمن الأول العلاج بالأدوية، والثاني عبر العلاج الطبيعي الذي يشمل تمارين تقوية العضلات، خاصة لكبار السن، أو الخضوع لجلسات علاج طبيعي، مع وصف أدوية أساسية، والتركيز على ضرورة تناول معادن وفيتامينات".
في حالات أخرى، يُطلب من المريض خفض وزنه، في استراتيجية تساهم في تقليل الألم حتى يستطيع الأشخاص متابعة مهامهم اليومية، وفي بعض الحالات تتطلب الحالة المرضية دخول المستشفى.
ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، يعد سكان البلدان مرتفعة الدخل أكثر تضرراً بأمراض المفاصل، إذ تضم نحو 441 مليون مريض، وتحدد آلام أسفل الظهر بأنها "مساهم رئيسي في العبء الإجمالي لأمراض الجهاز العضلي الهيكلي، إذ تتسبب بنحو 570 مليون إصابة عالمياً، وتأتي بعدها هشاشة العظام بنحو 528 مليون إصابة، وآلام الرقبة بنحو 222 مليون إصابة، والنقرس بنحو 54 مليون إصابة، والتهاب المفاصل الروماتويدي بنحو 18 مليون إصابة.
