انتهت محافظة القاهرة المصرية من وضع علامات الإزالة المقرّرة لبعض المقابر ذات الطابع التاريخي في منطقة البساتين جنوبي القاهرة، وفي مقدّمتها مقبرة عميد الأدب العربي الراحل طه حسين، تمهيداً للبدء في أعمال هدمها من أجل إنشاء محور (جسر) مروري جديد باسم المحرر العسكري الراحل ياسر رزق، بهدف الربط ما بين حيّ المقطّم وطريق صلاح سالم، بناءً على توجيهات من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وتشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على إنشاء الجسر الجديد الذي يزيد طوله على سبعة كيلومترات مع عرض خمس حارات، في وقت أعلنت فيه الإدارة العامة للمرور عن بدء تنفيذ أعمال التوسعة والتطوير للطريق الصاعد إلى مناطق المقطّم، بدءاً من طريق الأوتوستراد وصولاً إلى ميدان الفاروق ذهاباً وإياباً.
وأشارت إدارة المرور إلى غلق الطريق الموصل إلى المقطّم لمدّة ثلاثة أشهر، ابتداءً من اليوم الإثنين، واستبداله ببعض التحويلات المرورية، ومنها التوجّه إلى طريق الهضبة الوسطى حتى منزل المقطّم على طريق الأوتوستراد، والذهاب إلى جسر سميرة موسى للمتّجهين نحو مناطق شرقي القاهرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ ياسر رزق توفي في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي عن عمر ناهز 58 عاماً، وهو كان صحافياً مقرّباً من السيسي، وقد تحدّث إليه في أعقاب انقلاب عام 2013 عن "ذكرياته مع الرؤى والأحلام، التي تنبأت له برئاسة مصر منذ 35 عاماً"، على حد زعمه.
وشغل رزق رئاسة مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأخبار الحكومية، وصدر له قبل وفاته كتاب بعنوان "سنوات الخماسين... بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، تناول فيه الفترة من يناير 2011 حتى يونيو 2013، كجزء أوّل من ثلاثية سمّاها "الجمهورية الثانية للدولة المصرية".
وفي الأوّل من فبراير/ شباط الماضي، تقدّمت النائب في البرلمان عن "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، مها عبد الناصر، بطلب إحاطة إلى رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، كذلك إلى وزراء السياحة والآثار والنقل والتنمية المحلية والإسكان والمرافق، حول مخططات محافظة القاهرة بشأن هدم مقبرتَي السيدة نفيسة والإمام الشافعي التاريخيّتَين.
وأزالت محافظة القاهرة ما يقارب 2700 مدفن بالقرب من ميدان السيدة عائشة، بالإضافة إلى بعض المقابر من "ترب المماليك" الشهيرة، ضمن أعمال توسعة طريق صلاح سالم، فيما استنكرت عبد الناصر التساهل مع إجراءات هدم المقابر التاريخية التي تتضمّن مدافن شخصيات مهمة بدلاً من المحافظة عليها.
وكانت مصر قد شهدت في العام الماضي هدم جزء من منطقة "جبانة المماليك" التي تضمّ مقابر تاريخية وآثاراً إسلامية تعود إلى نحو خمسة قرون، ومنها مقابر مصنّفة كتراث عالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، من ضمن مخططات حكومية لتوسعة شبكات الطرقات الرابطة ما بين مناطق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.