يستعد العراق لاستقبال دفعة جديدة من العوائل العراقية الموجودة في مخيم "الهول" السوري، ونقلها إلى مخيم "الجدعة"، جنوبيّ الموصل، ضمن محافظة نينوى شماليّ العراق، الذي بات مستقر تلك العائلات التي نُقل أكثر من 600 عائلة منها حتى الآن.
وتخضع العائلات عقب نقلها من مخيم الهول لدورات وورش تأهيل نفسية وتعليمية مختلفة، في خطة لا تزال مستمرة لتسريع عودة النازحين إلى العراق، وإنهاء المعاناة الإنسانية في المخيم المتواصلة منذ اجتياح تنظيم "داعش" للعراق صيف 2014.
وقال عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى، شيروان الدوبرداني، أمس الاثنين، إن نحو 150 عائلة عراقية ستُنقَل من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة جنوبيّ الموصل، مؤكداً في بيان أنه "مع ازدياد هجمات إرهابية لتنظيم "داعش"، وخصوصاً في صحراء الحضر، فإن الحكومة الاتحادية تستمر بإعادة العوائل من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة، وإن الدفعة الجديدة ستصل يوم الخميس المقبل".
تخضع العائلات عقب نقلها من مخيم الهول لدورات وورش تأهيل نفسية وتعليمية مختلفة، في خطة لا تزال مستمرة لتسريع عودة النازحين إلى العراق
يذكر أن مستشار الأمن القومي في العراق قاسم الأعرجي، ناقش الأسبوع الماضي مع السفيرة الأسترالية في بغداد، بولا غانلي، حزمة ملفات، أبرزها ملف مخيم "الهول" السوري.
وقال المكتب الإعلامي للأعرجي، في بيان، إن "الاجتماع شرح الأوضاع في مخيم الهول وآخر مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة".
وقالت مصادر عراقية قريبة من الأعرجي إن "الوضع في مخيم الهول في الحسكة السورية يمثل حالة من القلق بالنسبة إلى العراق، وهناك خشية من صناعة جيل جديد من تنظيم "داعش"، ولا سيما مع وجود مشاكل عديدة في إدارة المخيم من قبل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)".
وأوضحت المصادر أن "هناك أكثر من 50 ألف شخص، نحو 90 بالمائة منهم من النساء والأطفال، وأن العراقيين يشكلون نسبة كبيرة منهم، وهم يمرون بمعاناة إنسانية كبيرة وتحتاج إلى دعم دولي".
وسبق أن أكد المستشار في ديوان محافظة نينوى، محمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أن جميع الأسر العائدة تُنقَل إلى مخيم الجدعة الواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوبيّ الموصل، وهناك تخضع لعدة برامج تأهيل تستمر عدة أشهر.
وأضاف الجبوري أن "غالبية العائدين من النساء والأطفال، لذلك هناك برنامج بدعم الأمم المتحدة لتعويض الأطفال ما فاتهم من تعليم، وكذلك النساء في دورات وورش تأهيل، وإعادة توضيح مفاهيم كثيرة اختلطت عليهم بسبب حقبة "داعش" ووجودهم بتلك المعسكرات"، مشدداً على أن جميع العائدين لديهم موقف أمني سليم وغير مطلوبين للقضاء، و"يمكن اعتبار وجودهم في مخيم الهول السوري "حظاً عاثراً"".
في السياق، حذر قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" مايكل كوريلا، من أنّ الوضع في مخيم الهول، الذي يضم عائلات تنظيم "داعش"، بمحافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية، يمثل "أزمة دولية تتطلب حلاً، ولا سيما أنّ "داعش" يفترس الضعفاء والمحرومين، ويحاول استغلال الظروف في المخيم للمساعدة في تجديد قواته"، مشدداً على أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة "إعادة سكان المخيم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم".
ويضم المخيم الواقع شمال شرقيّ سورية، ويخضع لسلطة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، 29 ألف عراقي من أصل نحو 70 ألفاً يقيمون فيه، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
وترفض المليشيات الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها مساعي الحكومة لإعادة تلك العائلات، ولم تكتف بتوجيه الاتهامات لتلك العائلات والقول إنها "متورطة بالإرهاب"، بل أجبرت الحكومة على وقف برنامج نقل العائلات لفترات طويلة، مهددة باستهدافها.
يضم المخيم الواقع شمال شرقي سورية، ويخضع لسلطة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، 29 ألف عراقي من أصل نحو 70 ألفاً يقيمون فيه
ولا تُعَدّ العائلات التي تعاد من مخيم الهول من العائلات المحسوبة على ما يعرف بـ"عائلات داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.
وأطلقت السلطات العراقية في بغداد، بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأُسَر التي أُعيدت واستقرت في مخيم الجدعة الواقع في ضواحي مدينة الموصل شماليّ العراق، وقد تمكنت الشهر الماضي من إعادة عشرات العائلات من مراكز التأهيل إلى مناطقها الأصلية بعدد من المحافظات العراقية.