نقص التمويل يهدد القطاع الصحي في شمال غرب سورية

18 مارس 2024
قدرات محدودة في مستشفيات شمال غربي سورية (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شمال غرب سورية يواجه أزمة صحية حادة بسبب تراجع التمويل لقطاع الصحة، مما أدى إلى إغلاق 15 مستشفى في 2023 وتوقع انخفاض الأنشطة الصحية بنسبة 30% في 2024.
- النقص في التمويل يحرم النازحين والأهالي من الحصول على الرعاية الصحية الطارئة، مما يضطر البعض للاعتماد على مراكز صحية بخدمات محدودة، معرضين حياتهم للخطر.
- بُعد المراكز الصحية عن المخيمات يشكل عائقًا كبيرًا، مع تحذيرات من منظمة الصحة العالمية بأن نحو مليوني شخص قد يفقدون الوصول للرعاية الصحية المنقذة للحياة بسبب هذا النقص في التمويل.

يهدّد تراجع التمويل الممنوح لقطاع الصحة في شمال غرب سورية بإغلاق مستشفيات ومراكز صحية إضافية، ولا سيّما بعدما كان عدد منها قد أُغلق في العامَين الماضيَين نتيجة نقص التمويل، الأمر الذي ينعكس سلباً على الواقع الصحي في المناطق المكتظة بالسكان ويحرم النازحين كما الأهالي من الحصول على العلاج المجاني.

ويقول المعاون الطبي في مديرية صحة حلب خالد حافظ لـ"العربي الجديد" إنّ "منظمة الصحة العالمية توقّعت، في بيان أصدرته أوّل من أمس السبت، انخفاض الأنشطة الصحية الإنسانية بنسبة 30% في العام 2024 الجاري، مقارنة بانخفاض بلغ 27% في الفترة الممتدة من عام 2022 إلى عام 2023، علماً أنّ 15 مستشفى أُغلقت في عام 2023 بسبب نقص التمويل".

يضيف حافظ أنّ "إغلاق مستشفيات ومراكز إضافية بسبب نقص التمويل يهدّد بخسارة عدد كبير من الناس في شمال غرب سورية فرص الحصول على الرعاية الصحية الطارئة المنقذة للحياة، ولا سيّما أنّ نازحين كثيرين ما زالوا في المخيّمات وفي حاجة إلى رعاية صحية، علماً أنّ نصفهم من الأطفال".

ومع تراجع أعداد المراكز الصحية المجانية، تصير خيارات النازحين وأهالي المناطق المعنية في شمال غرب سورية محدودة. وتقول النازحة السورية صفية السلور المقيمة في أحد مخيمات مشهد روحين إنّها لا تثق بالمركز الصحي في المخيّم، إذ "لا يوفّر خدمات طبية جيدة". تضيف لـ"العربي الجديد": "أقصد هذا المركز في العادة في حال مرض أحد أبنائي، لكنّ ذلك لا يغني عن التوجّه إلى إحدى العيادات الخاصة" في أحيان كثيرة، لأنّ "العلاج الذي وُصف في المركز كان غير مجدٍ".

وتشير السلور إلى أنّها اصطحبت في إحدى المرّات ابنها البالغ من العمر عامَين ونصف عام إلى ذلك المركز الطبي بعد "معاناته من آلام في البطن وإسهال. فشخّص الطبيب الذي كان موجوداً حينها حالته بأنّها التهاب أمعاء. لكنّه في الواقع كان مصاباً باليرقان. وهذا ما أكّده طبيب مختص قصدته عندما لم يجدِ علاج المركز الطبي نفعاً". وبالتالي "استغرق علاج ابني فترة طويلة بعد التأخّر في كشف ماهية المرض الذي يعاني منه".

من جهته، يشكو النازح حيان العثمان لـ"العربي الجديد" من "بعد المراكز الصحية المجانية عن مخيّمنا الواقع في جبال منطقة بابسقا شمالي إدلب. فالوصول إليها يتطلّب تكاليف مواصلات لا أستطيع تحمّلها ذهاباً وإياباً، الأمر الذي يمنعني من التوجّه إلى تلك المراكز إلا في الحالات الطارئة والملحّة فقط".

وبُعد المراكز الصحية من المشكلات التي تواجه جميع النازحين في المخيمات، وهذا ما يشير إليه كذلك النازح جابر السايح المقيم في مخيمات منطقة الدانا. ويقول لـ"العربي الجديد": "أضطر في أحيان كثيرة إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى مركز أو مستشفى، عندما يكون أحد أطفالي في حالة تستلزم علاجاً طارئاً. والوضع في المنطقة من سيّئ إلى أسوأ من كلّ النواحي".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد توقّعت، في تقرير أُصدر يوم السبت في 16 مارس/ آذار الجاري، أنّ "يواجه مزيد من المستشفيات خطر الإغلاق". أضافت أنّ "مع اعتماد شمال غربي سورية اعتماداً تاماً على التمويل المقدّم من الجهات المانحة، يفقد ما يُقدَّر بنحو مليونَي شخص فرص الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة والرعاية الصحية الطارئة نظراً إلى عدم توفّر الأموال".

المساهمون