حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، من أنّ عدم وصول الوقود سيؤدي خلال الساعات القادمة إلى توقف مستشفيات غزة عن الخدمة، ما سيعرض حياة آلاف الجرحى والمرضى للخطر.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، لـ"العربي الجديد"، إنّ المستشفيات باتت عنواناً بارزاً في المحرقة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، سواء بما يتعلق بقصف مستشفى الأهلي المعمداني وارتكاب مجزرة راح ضحيتها 471 شهيداً، أو في ما يتعلق بالتهديد بقصف مستشفى الشفاء، وبالفعل شن الكثير من الغارات في محيطه، مؤكداً تعرّض محيط مستشفى القدس منذ أيام لقصف إسرائيلي عنيف أوقع العديد من الإصابات داخله جراء سقوط الشظايا.
وأفاد بأنّ 17 مستشفى توقفت عن العمل بسبب الاستهداف المباشر أو جراء نقص ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية، عدا عن خروج 32 مركز رعاية أولية وصحية من أصل 52 مركزاً عاملاً في قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف على قطاع غزة لليوم السابع والعشرين على التوالي، ما خلف دماراً هائلاً في أكثر الأماكن بالعالم اكتظاظاً بالسكان، عدا عن استشهاد وجرح الآلاف.
وأشار معروف إلى أنّ عدد الجرحى الموجودين في غزة زاد على 23 ألف جريح، 70% منهم وصفت إصاباتهم بما بين المتوسطة والخطيرة. وبشأن عدد الشهداء والمفقودين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه بلغ نحو 11 ألفاً؛ أكثر من ألفين منهم من المفقودين تحت أنقاض المباني، مشيراً إلى أنهم باتوا في عداد الشهداء بحكم طول الفترة التي قضوها تحت الأنقاض.
توقف مولد المستشفى الإندونيسي
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، توقف المولّد الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، محذرة من أن مئات المرضى والجرحى أصبحت حياتهم في خطر.
وسبق لمدير المستشفى عاطف الكحلوت، أن حذر خلال مؤتمر صحافي من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن الوقود المتبقي لا يكفي لأكثر من يومين، مما ينذر بأزمة وكارثة حقيقية قد تودي بحياة أغلب الجرحى والمرضى وتصيب الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى بشلل تام.
وناشد الكحلوت منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان وأحرار العالم الضغط لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات والأدوية والمستلزمات والوقود بأسرع وقت ممكن.
وأمس الأربعاء، أعلنت منظمة الصحة العالمية توقف العمل حالياً في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني المختص بمعالجة مرضى السرطان في قطاع غزة. جاء ذلك في تدوينة نشرها مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، على منصة "إكس".
Due to a shortage of fuel and recent airstrikes in its vicinity, the main cancer center in the Gaza Strip is currently non-operational. We urgently appeal for support to save lives.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 1, 2023
ودعا غيبريسوس إلى تقديم "دعم عاجل من أجل إنقاذ الحياة". وذكر أن المستشفى خارج الخدمة حاليا بسبب نقص الوقود والغارات الجوية في محيطه.
واليوم الخميس، دعت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان لها، إلى وقف فوري لإطلاق النار، و"السماح للإمدادات الطبية الأساسية والعاملين في المجال الإنساني بدخول غزة، حيث المستشفيات مكتظة، والنظام الصحّي مهدد بالانهيار التامّ".
ويعد الوقود عنصراً مهماً من أجل تشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطّات تحلية المياه، ويشكل استهداف المستشفيات في قطاع غزة سواء بالقصف أو نفاد الوقود، "أخطر جريمة إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة كبرى ضد الإنسانية، وهو حكم إسرائيلي بإعدام مئات المدنيين الفلسطينيين"، كما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، أمس الأربعاء.
وطالبت الوزارة جميع الدول المانحة التي قامت ببناء ودعم بناء وتشغيل المستشفيات المهددة بالإغلاق في قطاع غزة، بالتحرك فورا لرفض إغلاقها ووقف عملها الإنساني، كما طالبت المجتمع الدولي برفض ذلك واتخاذ ما يلزم من الإجراءات اللازمة لتزويدها بالوقود فورا.
ولا تتوقف الغارات الإسرائيلية في محيط مستشفيات غزة المكتظة، رغم التحذيرات المتواصلة من أن النظام الصحّي مهدد بالانهيار التامّ، ومن أنّ "نفاد الوقود قد يحوّل المستشفيات إلى مقابر بدلاً من كونها أماكن للعلاج أو للاحتماء من القصف".
مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوا جنوب غزة، لم يسلم محيطه من القصف الإسرائيلي.
ووصف الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الأربعاء، "حالة من الهلع والرعب التي تعيشها الطواقم العاملة وأكثر من 14 ألف نازح داخل المستشفى، جراء القصف الإسرائيلي العنيف، حيث سُمع دوي انفجارات قوية".
وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنذرت إسرائيل "بإخلاء" مستشفى القدس وتفريغه من المرضى والنازحين "تمهيداً لقصفه". وقال الهلال الأحمر في بيان حينها، إنه "تلقى تهديداً من قبل سلطات الاحتلال بقصف مستشفى القدس".
وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقها، إزاء تقارير حول إرسال إسرائيل أوامر إجلاء لمستشفى القدس في غزة.
والاثنين الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني تعرض لقصف الطيران الإسرائيلي بعد يوم من قصف محيطه، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة.
يشار إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حذرت في وقت سابق، من أن الوقود سينفد قريباً لديها، ما يعرض الاستجابة الإنسانية في غزة للخطر، منبهة إلى أنه بدون الوقود لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز عاملة، ما سيزيد خنق الأطفال والنساء والناس في غزة.