يُكابد النازح السوري خالد عبد الرحمن العارف، المُهجّر من قرية التحّ بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم التحّ، ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة، دفعته للعمل في مكبّ نفايات في سبيل تأمين التدفئة لصغاره.
يقول خالد عبد الرحمن، وهو أب لثلاثة أبناء لـ"العربي الجديد" بمرارة ظاهرة وحزن ينعكس على ملامحه: "الحياة صعبة في المخيم خاصة في فصل الشتاء والأمطار، وفرص العمل قليلة، والإحساس بعجز الأب قاتل".
يُعرّض خالد نفسه وعائلته لمخاطر عدّة بارتياده مكب النفايات، متجاهلا المخاطر التي يصعب حصرها كخطر اختراق النفايات الحادة أو الصلبة لجلده، ومشاكل التنفس بسبب الغازات المنبعثة من المكان كغاز الميثان و ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة لمشاكل نفايات المشافي .
يقول خالد لـ" العربي الجديد ": أعلم أنّ هناك مخاطر جمّة في النزول لمكب النفايات ولكني لا أملك خياراً، ولا أي وسيلة لتدفئة أطفالي، ولا أملك ثمن شراء الأدوية إذا مرضوا بسبب البرد القارس والرياح التي تعصف بخيمتنا القماشية المهترئة".
ويضيف، "الحياة قاسية للغاية داخل الخيمة، لا أمان فيها، وكأننا نعيش في الطريق، أحيانا أتمنى الموت، أو العودة إلى قريتي".
يضطر خالد لاصطحاب أولاده الثلاثة لمساعدته في جمع النفايات، وحملها من المكب إلى الخيمة بمسافة تتجاوز 300 متر ذهابا و إيابا بشكل يومي طيلة أيام الشتاء.
وأجبرت ظروف الحياة الصعبة وفرص العمل القليلة نازحين في مناطق شمال غرب سورية، إلى التوجه للعمل بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي توجد في مكبات القمامة في المنطقة، في ظل ظروف صعبة واستثنائية فيما يتعلق بغياب شروط الحماية الشخصية.
ويبلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غرب سورية 1489 مخيماً، من بينها 452 مخيماً عشوائياً، ويقيم في هذه المخيمات نحو مليون نازح ومهجر.