نازحو غزة يبحثون عن أخشاب تقيهم برد الشتاء في مخيمات رفح

02 يناير 2024
أوضاع صعبة داخل مخيمات النازحين في رفح (فرانس برس)
+ الخط -

يبحث نازحو غزة عن أخشاب تقيهم برد الشتاء في مخيمات رفح، وسط وضع إنساني صعب، يتسم بشحّ المساعدات الإنسانية ونقص حادّ في الغذاء والماء والدواء.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية، فرّ مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف في مناطق سكنهم، في أرقام قدرها المكتب الإعلامي الحكومي بنحو 1.9 مليون نازح من أصل 2.3 مليون فلسطيني يسكنون القطاع.

نازحو غزة يبحثون عن الدفء

حول النار وحدها تجد عائلة معروف الفلسطينية المأوى وبعض الدفء في برد الشتاء وعراء مدينة رفح التي تكسوها المخيمات. لكن هذا الدفء قد لا تجده لاحقاً الأسرة التي جاءت إلى رفح بعد فرارها من منزلها مع بداية القصف الإسرائيلي قبل نحو ثلاثة أشهر.

فموارد الأخشاب التي تُجمَع من المباني المدمرة نضبت منذ فترة طويلة في القطاع الفلسطيني المدمر. وأصبح أفراد الأسرة وغيرهم من النازحين المعوزين يذكون النيران بقطع من القماش أو البلاستيك.

الصورة
يبحثون عن الدفء بكل الوسائل الممكنة (فرانس برس)

وقال شادي معروف: ‭‭"‬‬والله ما في أمان، أقسم بالله بنخاف، والله العظيم بنخاف، وأولادي بيخافوا وبيقولي يا بوي (أبي) إحنا في الخلاء. باقولهم المعين الله وين بدنا نروح؟".

ويعيش نازحو غزة من سكان القطاع الساحلي الصغير الآن مكدسين في ملاجئ جماعية في مدارس الأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة مكتظة في شوارع رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي عدد قليل من المراكز الأخرى.

وفرّت عائلة معروف من بيت لاهيا القريبة من الحدود الشمالية مع إسرائيل في اليوم الأول من الحرب. ولجأت العائلة إلى منطقة شمالية أخرى، لكنهم وجدوا أنها غير آمنة فارتحلوا ثانية.

ومكثوا في مخيم النصيرات بوسط غزة، لمدة شهر، لكن الغارات الجوية كانت قريبة منهم في كثير من الأحيان. ثم انتقلوا جنوباً إلى رفح، على الحدود مع مصر مباشرة.

ويجلس أفراد الأسرة الآن حول النيران التي يشعلونها خارج خيمتهم المصنوعة من الخشب والبلاستيك. ومن بين أفراد الأسرة طفلة عمرها أربعة أشهر، ولا يجد الأبوان إلا هذه النار مصدراً لتدفئة الطفلة الصغيرة.

وتصير المخيمات مدينة أشباح ليلاً. فقد انقطعت الكهرباء في غزة في وقت مبكر من الحرب بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود للمولدات. وفي بعض الأحيان، لا يضيء الخيمة إلا مصباح ببطارية يرسل ضوءه خافتاً عبر أغطية البلاستيك المصنوعة منها الخيمة.

الصورة
أطفال نازحون يتجمعون حول النار للتدفئة (Getty)

ويتجمع شادي معروف وزوجته صفية وأطفالهما الستة حول النار التماساً للدفء في مواجهة البرد القارس.

وقال شادي: "والله الحياة مأساة في رفح. جينا (أتينا) مشردين من بيت لاهيا وملقناش (لم نجد) ولا حاجة، ولا مأوى ولا بطانية ولا فرشة، وهاي تحت الصقعة (البرد الشديد) وزي ما أنت شايف حتى ما في حطب ولا فيه مايه حتى المايه.. أتيمم في الرمل إذا بدي أصلي ومفيش مايه للشرب".

وقالت صفية معروف التي تكافح من أجل العثور على حفاضات وحليب أطفال لابنتها: "إيش بدنا نسوي (نفعل). الوضع صعب والحياة صعبة علينا وعلى الجميع، للناس كلها مش بس علينا، الناس كلها بتعاني، الناس كلها وجعانه (تتألم)، مفيش حمامات، مفيش ميه (لا يوجد ماء) مفيش دفا، مفيش أمان، إحنا بننام واحنا خايفين".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 22 ألفاً و185 شهيداً، و57 ألفاً و35 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(رويترز، الأناضول)

المساهمون