نازحو المخيمات العشوائية شرقيّ سورية: شحّ مواد التدفئة وغياب المساعدات

11 يناير 2024
ظروف معيشية صعبة يكابدها النازحون في ظل غياب المساعدات (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه نازحو المخيمات شرقيّ سورية في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" (الكردية) مشكلات عديدة، يفاقمها برد الشتاء وهطول الأمطار، في ظل شحّ مواد التدفئة وغياب المساعدات الإنسانية التي تخفف من وطأة معاناة متكررة، وكأنها صرخة في واد.

وضربت اليوم الخميس عاصفة مطرية مخيم العريشة بريف محافظة الحسكة، وسبّبت دخول مياه الأمطار إلى الخيام المهترئة في الأصل.

وفي السياق، قال النازح أحمد علي لـ"العربي الجديد"، إن مخيم السد الذي يقع جنوبيّ مدينة الحسكة، ويبعد عنها 20 كم تقريباً، ويبعد عن قرية العريشة 3 كم تقريباً، تعداده تقريباً 14 ألف نسمة، وأغلب سكانه من شرق الفرات، من مناطق تقع تحت سيطرة النظام السوري، وخصوصاً من محافظة دير الزور، يعانون من نقص الخيم والمواد الطبية، إضافةً إلى المفروشات، مثل البطانيات وغيرها.

وأضاف علي: "تسلّمنا خياماً منذ ثلاث سنوات تتطلب تجديداً، ونطالب الإدارة الذاتية بمادة المازوت، حيث لا يتوافر هنا سوى الغاز الذي نتسلمه شهرياً أربع دفعات كل دفعة 17 لتراً".

وتابع النازح ذاته: "كان المطر اليوم غزيراً، حيث غرقت بعض الخيام، وليس لدينا ملجأ أو حتى خيام بديلة لاستبدال المتضررة. وما يزيد الوضع سوءاً غياب أي شكل من أشكال المساعدات من ألبسة شتوية وبطانيات، لم نتسلّم أياً منها هذه السنة". ويشير: "تسلّمنا شوادر من منظمة "كير"، لكن العوازل خفيفة ونناشد المنظمات الدولية، وخصوصاً التابعة للأمم المتحدة، بتوفير الدعم لمخيم السد، على غرار مخيم الهول".

وشدد النازح على الحاجة إلى الدعم بكامل أنواعه، خصوصاً الخيم والبطانيات والعوازل والإنارة، بالإضافة إلى مادة المازوت، فأغلب النازحين يستخدمون مدافئها ويعتبرونها آمنة وأقل عرضة للاحتراق والانفجار.

بدوره، قال النازح بكر مشهداني لـ"العربي الجديد": "نعاني في مخيم العريشة جنوبيّ الحسكة من غياب اهتمام المنظمات المعنية، رغم التساقطات والعواصف، فالخيام لم تُستبدَل منذ سنتين، وهي مهترئة، وليس هناك أي خيام في مستودع المفوضية، والتي سلمت ما لديها في نهاية العام حتى إنه حدث حريق منذ مدّة، ولم يتسلّم الأهالي خيماً جديدة بدل المحترقة، بسبب عدم توافرها"، مشيراً إلى أنه يقيم في المخيم نحو 2800 عائلة.

وأضاف النازح: "المفوضية تقول إنه ليس هناك إمكانية لتسليم خيام جديدة، كذلك فإن منظمة "أكتد" الإنسانية سلمت بعض القاطنين في المخيم مدافئ قديمة، أغلبهم لم يستخدموها بسبب مخاوف من انفجار حدث لأكثر من أربعة مدافئ من هذه النوعية، فهي ليست آمنة". ولفت إلى أن الأدوية قليلة في المراكز الطبية، و"نحن نأخذ وصفات دائمة من أسبرين وخافض شحوم، ومنذ ثلاثة أشهر لم تعد متوافرة، وأغلب الأطفال في فصل الشتاء يصابون بالزكام والسعال، ولا تتوافر أدوية لهم، والأسعار مرتفعة جداً".

بدوره، بيّن الناشط الإعلامي مدين عليان لـ"العربي الجديد"، أن "المخيمات في شرق سورية مبعثرة في الأراضي العشوائية، وخلال فترات النزوح لجأ الأهالي إلى أقرب مكان سكني، حيث أقيمت هذه المخيمات بسرعة، وبقيت على حالها، دون أية تحسينات جوهرية".

ولفت عليان إلى أن "الأهالي يضطرون إلى البقاء فيها، لأن الدعم الضعيف المقدم لها من طريق وسطاء مشروط بالمكان والزمان، ففي حال تغيُّر المكان يُقطَع الدعم عنهم، وهم غير محميين جيداً، لا من مشكلات الطبيعة أو غيرها من الأزمات المعيشية، فلا يمكن تقديم خدمات طبية ثابتة فيها، إضافةً إلى أن أغلبها ضمن أملاك خاصة، بالتالي هناك مضايقات لها من قبل ملاك الأراضي، وأغلب سكان هذه المخيمات لديهم رغبة في الانتقال إلى مخيمات منظمة، لكن المخيمات المنظمة لا يمكن أن تستقبلهم، بسبب المساحات المحدودة وخوفهم أيضاً من وقف التمويل لهم".

ولفت عليان إلى أن المخيمات الأصعب وضعاً تقع في محافظة الرقة، ويبلغ عددها 53 مخيماً عشوائياً، يعاني النازحون فيها من أوضاع سيئة خلال فصل الشتاء، وخصوصاً مع شحّ مواد التدفئة والمساعدات الإنسانية.

المساهمون