ناشد نازحو العراق عبر مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة والجهات الإغاثية ومنظمات حقوق الإنسان، بإنهاء معاناتهم، بعد أن اجتاحت الأمطار مخيماتهم. ووسط انتقادات لاذعة للحكومة بإهمال الملف، وجَّهت وزارة الهجرة والمهجرين، اليوم الأحد، بإرسال 40 خيمة ومساعدات إغاثية إلى نازحي الأنبار.
واجتاحت مياه الأمطار يوم أمس السبت خيم النازحين التي لم تحمِهم من شدة المطر، في مشهد يعكس مدى التقصير بإدارة هذا الملف الذي مضى عليه 8 سنوات، والذي بدأ عقب اجتياح تنظيم "داعش" لعدد من المحافظات صيف عام 2014، إذ ما زال 37 ألف عائلة نازحة في المخيمات، وأطلق النازحون مناشدات للحكومة والجهات المسؤولة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل، وإيجاد حل لأزمة النزوح المستمرة.
اسمع وشاهد
— مرصد أفاد (@Afada_iraq) December 23, 2022
هذا الطفل يتحدث عن مرارة واقع مخيمات النزوح في بزيبز وعامرية الفلوجة بعد الأمطار الغزيرة اليوم التي هطلت على #العراق #مرصد_أفاد pic.twitter.com/tbiSIIIOjp
ووفقاً للحاج علي الجنابي، وهو أحد النازحين في مخيم عامرية الفلوجة، فإن "مأساة اجتياح مياه الأمطار لمخيمهم لا يمكن وصفها. أغلب الخيم غرقت وسقوفها لا تحمينا من الأمطار"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ "من غير الممكن أن تستمر هذه المعاناة إلى ما لا نهاية، وعلى الحكومة أن تعمل بجد على حسم الملف وإعادتنا إلى منازلنا".
ودعا إلى "إرسال فرق صحية لمعالجة المرضى، بسبب موجة الأمطار"، مبيناً أن أغلب النازحين أصيبوا بنزلات برد وانفلونزا حادة".
واليوم الأحد، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، إرسال 40 خيمة ومساعدات إغاثية إلى نازحي الأنبار، وقالت الوزارة في بيان لها، إن "موظفي الوزارة فرع الأنبار باشروا بساعات متأخرة من الليل بنصب 40 خيمة، فضلاً عن مساعدات إغاثية بين النازحين في منطقة بزيبز بمحافظة الأنبار".
لا يوجد أي مبرر لبقاء النازحين العراقيين داخل العراق في خيم متهرئة يواجهون سيول الامطار والبرد كلّ عام.
— Ahmed Saadawi - أحمد سعداوي (@saadawi_a) December 24, 2022
لا توجد أي أخلاق لدى الحكومة والطبقة السياسية بكل تلويناتها الطائفية والعرقية.
عارٌ عليكم مع كلّ رعشة برد تصيب طفلاً لا يعرف لماذا هو نازح في بلده.
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد ناشطون ومدونون، موقف الحكومة إزاء النازحين، وقال الكاتب، أحمد سعداوي، في تغريدة له: "لا يوجد أي مبرر لبقاء النازحين العراقيين داخل العراق في خيم مهترئة يواجهون سيول الأمطار والبرد كلّ عام. لا توجد أي أخلاق لدى الحكومة والطبقة السياسية بكل تلويناتها الطائفية والعرقية"، مخاطباً الطبقة السياسية: "عارٌ عليكم مع كلّ رعشة برد تصيب طفلاً لا يعرف لماذا هو نازح في بلده".
وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة اتهامات التقصير في تقديم الدعم للنازحين في مخيمات البلاد، وتُتَّهَم بعدم الجدية في السعي لإنهاء هذا الملف. وسبق أن أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، مرات عدة، سعيها لإعادة جميع النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية في البلاد، إلا أن ذلك لم يتجاوز حدود الحديث الإعلامي الذي لم ينفذ على الواقع. وسبق أن أعلنت نهاية العام الفائت (2021) إغلاق جميع المخيمات في المحافظات باستثناء المخيمات التي أقيمت في إقليم كردستان، إلا أن الواقع يثبت خلاف ذلك.