مياه مخيمات سورية رهن التمويل... وتحذيرات من كارثة بشرية

06 يوليو 2021
كميات مياه قليلة متوافرة للفرد في مخيمات إدلب (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

يتخبط النازحون في مخيمات شمال سورية بأزمة مياه متفاقمة، فلا أمن مائياً حقيقياً يمنحهم الشعور بنوع من الاستقرار، نظراً إلى ارتباط معظم مشاريع المياه التي تنفذها المنظمات الإنسانية بفترات قليلة وتمويل محدود، وعدم وجود مشاريع دائمة تلبي متطلبات توفير الأمن المائي، والاعتماد في الحياة اليومية على نقل مياه بصهاريج.

قال محمد سليمان المعمر، مدير مخيم أم الخلاخيل، لـ"العربي الجديد": "توقف بالكامل منذ 6 أشهر دعم المنظمة التي تموّل النازحين لجلب مياه للمخيم، فبات النازحون يواجهون أزمة مياه شبه مستحيلة. وقبل أسبوع باشرت منظمة الإحسان تأمين جزء من احتياجات النازحين من المياه في المخيم، وهو أمر غير كافٍ لمعالجة النقص".

وأضاف: "في الفترة الماضية دأب النازحون على شراء المياه، باعتباره الحل المتوافر الوحيد لهم. واستدعت الأزمة الشديدة شراءهم البرميل الواحد بمبلغ 3 ليرات تركية، الذي لا يستطيع غالبية سكان المخيم دفعه، كما أنهم لا يملكون خزانات لحفظ الماء، علماً أن عدد العائلات النازحة المقيمة في المخيم يبلغ 245، ومعظمها من ريف خان شيخون شرقي قرية أم الخلاخيل".

ويقع مخيم "أم الخلاخيل" في تجمع مخيمات الكرامة بريف محافظة إدلب الشمالي الغربي الذي يعتبر أحد أكبر تجمعات المخيمات في المنطقة، ويضم نازحين من معظم مناطق سورية، خاصة من مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

من جهته، ربط مدير برامج المياه والإصحاح والإيواء في منظمة "بنفسج" مجد الراعي لـ"العربي الجديد" أسباب تراجع دعم قطاع المياه في المخيمات بقلة الموارد المالية الممنوحة من المنظمات الإنسانية، واستمرار حركة النزوح، وارتفاع كلفة جلب مياه عبر الصهاريج. أما الحلول التي يجب اتخاذها للحؤول دون حصول أزمة مياه فتتمثل في إعادة تأهيل المحطات والشبكات العامة من أجل إعادة ضخ المياه، وتفعيل نظام الجباية، وهو ما نعمل عليه منذ مطلع السنة الحالية، ما يوجد معالجات بديلة أكثر استدامة وأقل كلفة".

 

وعن آلية دعم المنظمات الإنسانية لمشاريع المياه، أشار الراعي إلى أنها تغطي عادة بالكامل كل المستفيدين من مقيمين ونازحين الذين تؤمن لهم حصة لا تقل عن 35 ليتراً يومياً من طريق صهاريج تصل الى المخيمات. أما في القرى فتركز المشاريع على تأهيل البنى التحتية بالكامل تمهيداً لضخ المياه من طريق شبكة تغطي جميع المستفيدين.

وأبلغ مصدر محلي "العربي الجديد" أن "تراجع إمدادات المياه في المخيمات يشكل كارثة للنازحين في ظل صعوبة توفير المياه ونقلها الذي يعتبر العبء الأكبر بسبب الجهد الكبير المطلوب لتنفيذ مهماته، وارتفاع كلفته". 

وأورد تقرير أصدرته الأمم المتحدة أن حوالى 15.5 مليون سوري يفتقرون إلى مياه نظيفة، في حين أفاد تقرير أصدره فريق "منسقو استجابة سورية" في مايو/ أيار بأن "النازحين السوريين في مخيمات شمال سورية يعانون من انقطاع المياه منذ أشهر، ما يدفعهم إلى الاعتماد على مياه من مصادر غير صحية، تتسبب في انتشار أمراض وأوبئة".