تدعم بحوث كثيرة أهمية الصداقة في تعزيز مشاعر الانتماء والرفاهية والصحة والسعادة التي تشكل روابط اجتماعية أساسية في حياة كثيرين، لكن بحوثاً حديثة وجدت أن جيل "زد" الذي يضم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012 يكافحون لإنشاء صداقات والاحتفاظ بها.
وينقل موقع "نيويورك بوست" عن خبراء قولهم إن "جذور المشكلة تعود إلى الإغلاقات والقيود التي فرضت خلال ذروة تفشي فيروس كورونا، ولم تسمح لأفراد هذا الجيل تحديداً بالالتحاق شخصياً بمدارس أو جامعات".
وتلفت المديرة في وكالة أبحاث السوق بمدينة لوس أنجلوس الأميركية، جويس تشوينكام، إلى أن "مقابلات أجريت مع أشخاص من جيل الألفية وآخرين من جيل زد، أظهرت أن العديد من الأشخاص من الجيل زد الذين دخلوا سوق العمل لم يملكوا القدرة على إنشاء صداقات بالطريقة المعتادة".
وتشرح الرئيسة التنفيذية لشركة "ريلايشنشيبس أستراليا إن إس دبليو" أن "تجربة العمل الأولى تتطلب حصول أي شاب على فرص لمراقبة كبار السن في أرجاء المكتب، وتجربة المهمات التي ينفّذونها، والمحادثات التي يجرونها من أجل توظيفها لمحاولة التحوّل إلى موظف فاعل". وتعتبر أن "غياب التفاعل الشخصي في مكان العمل يعني مواجهة الجيل زد مشكلة افتقاد المهارات الاجتماعية المطلوبة، بسبب انعدام وجود شبكات اجتماعية خلال وقت مهم في حياة أفراده".
وتقول ليلي البالغة 23 من العمر التي أكملت شهادتها الجامعية أثناء الوباء: "كدت أن أنسى كيفية إجراء محادثة مع شخص جديد بعدما أكملت دورتي التدريبية عن بُعد، وتحدثت إلى الحد الأدنى من الأشخاص وجهاً لوجه، ما أثر في ثقتي بنفسي ومهارات الاتصال لدي، علماً أنني كنت اجتماعية للغاية ولم أواجه مشاكل في التواجد في بيئات جديدة وأشخاص جدد قبل الوباء".
وتؤكد أبحاث أخرى تغيّر ديناميكيات الصداقة بسبب إعدادات العمل الهجين والبعيد. ووجدت أحدها أن الصداقات التي تنشأ في مكان العمل تتضاءل مع كل جيل، وبلغت نسبتها 37 في المائة في الجيل "إكس"، و35 في المائة في جيل الألفية، و24 في المائة في الجيل "زد".
ويشير باحثون إلى أن "عدم قدرة الأجيال الشابة والعاملين على إنشاء صداقات تهدد سعادتهم وإنتاجيتهم وإبداعهم في العمل، وكذلك ولاءهم لشركاتهم. وبالنسبة إلى مستقبل صداقات الجيل زد تحديداً يجب تعزيز أنماط بديلة للقاء أشخاص جدد والحفاظ على الصداقات، وهو ما يحاول أن يفعله حالياً تطبيق "بامبل بي إف إف" و"فيسبوك".
(كمال حنا)