موسم قطاف الزيتون في السويداء يبدأ بحادثة دموية

27 أكتوبر 2022
تكثر اليد العاملة النسائية في مواسم الزيتون (فرانس برس)
+ الخط -

خبر مفجع تلقّاه أهالي محافظة السويداء جنوبيّ سورية، أمس الثلاثاء. فقد قضت الشابتان هنا وريم الصبرة من عشائر بلدة المزرعة، فيما أُصيب 13 شخصاً آخر، بعد انقلاب حافلتهم المتوجّهة إلى إحدى مزارع الأشجار المثمرة في قرية المجدل بالريف الغربي للمحافظة.

ويصف حمود خضر المحمد، من عشائر البدو القاطنين في منطقة اللجاة، الحادثة بأنّها "مأساوية"، لافتاً لـ"العربي الجديد" إلى أنّها "ليست الحادثة الوحيدة التي يتعرّض لها عمّال المشاريع الزراعية. فقد تعرّضت مجموعة من العاملات في قطاف التفاح لحادثة مماثلة قبل أشهر، في أثناء عودتهنّ من منطقة ظهر الجبل شرقي مدينة السويداء". يضيف المحمد أنّ ذلك يأتي إلى جانب "الألغام التي تنفجر في كلّ فترة بالبساتين والحقول التي يعمل فيها عمّال المشاريع في اللجاة وريف درعا الشرقي، الأمر الذي يؤدّي إلى وفيات، عدد منها يُسجَّل بين الأطفال واليافعين".

وعلى الرغم من أنّ مواسم الزيتون في السويداء لا تحقّق أرباحاً كبيرة لأبناء المحافظة، ولا سيّما أنّ لا أراضي شاسعة مزروعة بالزيتون فيها، فإنّها تمثّل اكتفاءً نسبياً لبعض المزارعين.

وفي السنوات الأخيرة، صار الاعتماد في قطاف الزيتون على اليد العاملة النسائية. ويأتي ذلك نتيجة هجرة أعداد كبيرة من العمّال الرجال، وانهيار الوضع المعيشي، وانحصار مصادر الرزق المحلية بالزراعة وبعض الأعمال الحرفية التي لا تؤمّن بمجملها الحدّ الملائم من المعيشة ولا الاستقرار.

يخبر المزارع سامر عوض "العربي الجديد" أنّ موسم قطاف الزيتون يستمرّ لمدّة لا تتجاوز الشهرَين على أقصى حدّ، وذلك ابتداءً من منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول حتى بداية ديسمبر/ كانون الأول. ويشير إلى أنّ الأجر اليومي للعامل في القطاف قد يصل في أحسن الأحوال إلى 14 ألف ليرة سورية (نحو 5.5 دولارات أميركية).

وبالنسبة إلى هذا العام، يؤكد عدد من المزارعين وأصحاب معاصر الزيتون أنّ هذا الموسم ضعيف الإنتاج نتيجة نقص المياه في عموم محافظة السويداء، بالإضافة إلى تعرّض أشجار زيتون معمّرة كثيرة للتحطيب الجائر.

أمّ محمد (37 عاماً) تعمل في قطاف الزيتون والمشاريع الزراعية عموماً مع ابنتها الكبرى. تخبر "العربي الجديد" أنّ زوجها قُتل في الحرب السورية بريف درعا الشرقي (جنوب)، تاركاً خلفه خمسة أطفال، بالتالي لم يكن أمامها سوى العمل مع مجموعة في المشاريع الزراعية ما بين السويداء ودرعا. وتضيف أمّ محمد أنّها اضطرت إلى اصطحاب ابنتها الكبرى معها، حتى تتمكّنا معاً من توفير لقمة عيش العائلة، لكنّها بذلك حرمتها إكمال التعلّم.

ولا تخفي أمّ محمد أنّها تتعرّض كغيرها من العاملات في هذا المجال لمشكلات ومخاطر عدّة، وكثيراً ما تفكّر في مستقبل ابنتها. لكنّها تستدرك بأن لا مفرّ من هذا العمل، كما هي حال نساء وفتيات سوريات أخريات. ولعلّ ما يزيد من مشقّة العمل، سوء معاملة أصحاب المشاريع والأجر المنخفض الذي تتقاضاه النساء خصوصاً، لتصير لقمتهنّ مغمّسة بالذلّ.

المساهمون