مواد التدفئة وراء اختناق عشرات الأطفال في مخيم شمال غرب إدلب

22 ديسمبر 2023
حالات اختناق جراء مواد التدفئة غير الصحية التي يستخدمها النازحون (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

تعرّض 4 أطفال من عائلة واحدة، إضافة لحالات أخرى، اليوم الجمعة، لنوبات اختناق كادت تودي بحياتهم في مخيم التح، غرب مدينة معرة مصرين شمال إدلب، جراء مواد التدفئة غير الصحية المستخدمة.

وأكد النازح محمود الكردي، والد الأطفال لـ"العربي الجديد"، أن أطفاله الأربعة أصغرهم بعمر ثلاثة أشهر، وأكبرهم يبلغ أربع سنوات، تعرضوا لأزمة ربوية حادة صباح اليوم، ليسارع لإسعافهم بأقرب مشفى في المنطقة.

وأضاف أن تلك الحالة ظهرت منذ بداية موسم البرد وإشعال المدافئ، غير أنها استفحلت معهم مؤخراً جراء نقص سبل العلاج في المخيم النائي وانقطاع الكهرباء، واستمرار العوامل المؤدية لها والمتمثلة بمواد التدفئة الضارة.

وتابع "ما إن يحل الليل حتى تبدأ الأدخنة الكثيفة المحملة بالروائح الكريهة تغطي أرجاء المخيم جراء إشعال النفايات والبلاستيك والأحذية المهترئة والإطارات القديمة لتتحول إلى سم قاتل يستنشقه الناس هنا".

وأشار إلى أن الطبيب وصف لأطفاله أدوية الالتهاب والمسكنات وموسعاً للقصبات وجلسات الرذاذ كل ثلاث ساعات، غير أن انقطاع الكهرباء عن المخيم، وعدم شحن بطاريات الطاقة الشمسية، بسبب الأجواء الغائمة حال دون الوصول لعلاج أطفاله باستخدام جهاز الرذاذ الذي استعاره من أحد أقربائه.

من جانبه قال عبد السلام اليوسف، مدير مخيم التح لـ"العربي الجديد"، إن الغالبية العظمى من النازحين يلجؤون جراء الأوضاع المعيشية المتردية وقلة المساعدات الشتوية حتى الآن، إلى استخدام وسائل بديلة للحصول على التدفئة، ما أثّر بشكل سلبي في سكان المخيم، وخاصة فئة الأطفال دون سن الست سنوات، جراء استخدام مواد خطيرة، والاعتماد على المواد البلاستيكية والزيوت المعدنية المحروقة بدلاً من الوقود أو الحطب، بسبب ارتفاع أسعارها، وعجز كثير من العائلات عن شرائها. 

وأكد أن هناك عشرات الحالات من الإغماء والتهاب القصبات ونوبات الربو وضيق التنفس أسفرت عن حالة ذعر بين الأهالي الذين سارعوا لإسعاف أطفالهم إلى المشافي القريبة المكتظة بحالات مشابهة.

وناشد اليوسف جميع المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة والجمعيات الخيرية والمنظمات الطبية لزيارة المخيم، والاطلاع على الواقع الصعب الذي يعيشه النازحون في المخيمات.

وبحسب شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأمراض والأوبئة في سورية، فإن هناك زيادة واضحة في حالات الأمراض التنفسية الحادة بين المدنيين، مع ظهور حالات شبيهة بالأنفلونزا، والمرض التنفسي الحاد الشديد، وهذا الارتفاع بعدد الحالات تصاحب مع بداية فصل الشتاء وتغيرات الطقس واستخدام المدنيين مواد كالفحم والحطب والوقود المكرر بدائياً، ذات الاحتراق غير الكامل، التي يمكن أن تتسبب بزيادة شدة الأعراض والأمراض الموسمية التنفسية الإنتانية.

ووفق الدفاع المدني، فإنّ فرقهم تكثف جهودها في الاستجابة للحالات عبر خدمات الإسعاف والإحالة، بالإضافة لخدمات الرعاية الصحية وتقديم العلاج والرذاذ بحسب توصيات الأطباء، وحملات التوعية المستمرة للحد من انتشار الأمراض التنفسية بين المدنيين والحفاظ على سلامتهم، عن طريق الالتزام بتدابير السلامة والوقاية.  

المساهمون