تراجعت فعلياً المخاوف من استهلاك الحشيش في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، بالتزامن مع تزايد تشريعه، فازدهرت شعبية استخدامه بين كلّ الفئات بنسبة 245 في المائة منذ عام 2000. وواكب ذلك بحسب تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" ازدهار شعبية البحوث الخاصة بالآثار الضارّة للحشيش، وبينها زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية والقلق والاكتئاب وضعف صحة القلب والأوعية الدموية، واحتمال التعرض لسكتات وبدانة وحوادث سير مميتة ومؤذية، ومواجهة اضطرابات تعاطي المخدرات عموماً. كما وجدت البحوث أيضاً أنّ الماريجوانا تحديداً تضعف وظيفة الخلايا المناعية، ما يعرّض المستخدمين لفيروسات والتهابات.
وباعتبار أنّ سن الاستخدام الأول ينذر بخطر أكبر لتعاطي المخدرات على المدى الطويل، يصاب واحد من كلّ ستة مراهقين يتعاطون الحشيش والماريجوانا باضطرابات صحية. وتؤثر عوامل عدة في استخدام المراهقين الحشيش، في مقدمها تعاطي أصدقاء وأفراد من الأسرة هذه المادة، إلى جانب مستوى الضائقة النفسية لديهم، وأساليب التسويق. وأظهرت دراسة أن 172 من أصل 452 شاباً تراوحت أعمارهم بين 15 و19 عاماً يسكنون في ولايات تشرّع استخدام الحشيش والماريجوانا، تعاطوا المادتين بعدما شاهدوهما في لوحات إعلانية تروّج لها.
وفيما تشير إحصاءات إلى أن نسبة 75 في المائة من الحشيش تباع لمستخدمين يوميين، ما يحقق نسبة 60 في المائة من أرباح الشركات، تستهدف جهود التسويق الأكبر المراهقين الذين لم تتطور أدمغتهم بشكل كافٍ للنظر في العواقب الطويلة المدى للسلوكيات المرضية.
وقد يعزز التسويق اعتبار المراهقين منتجات المخدرات جزءاً من هويتهم الأساسية. وهنا يطالب خبراء بأن يحقق أي شخص يتفاعل بانتظام مع المراهقين بمقدار معاناتهم من ضائقة، وإحالتهم إلى متخصصي الصحة العقلية عند الضرورة، ودعم بنائهم مهارات التأقلم الإيجابية والروابط الصحية التي تغذي الرفاهية والمرونة، وبينها إشراكه في أنشطة ممتعة لهم أو وظائف بدوام جزئي تتطلب قدراً معقولاً من المسؤولية.
وبالنسبة إلى التسويق يمكن أن يساعد الآباء والمعلمين وغيرهم المراهقين في أن يصبحوا أكثر إلماماً بوسائل الإعلام، والقدرة على التفكير بالإعلانات والرسائل الإعلامية الأخرى بطريقة نقدية.
وتقول الأستاذة في جامعة روان، بنيو جيرسي، أولغا بوليتس، إن "التشكيك في أهداف الرسائل ومصدرها وموثوقيتها يجعل المراهقين أقل عرضة للمعلومات المضللة".