في تصعيد جديد، على مستوى التضييق الذي تمارسه مليشيات مسلّحة توصف عادة بأنها مرتبطة بإيران في العراق، على النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الروحية ومكاتب إحياء الحفلات والنوادي الرياضية، هاجم مسلّحون ينتمون لمليشيا تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، مركزاً للتدليك يشترك به مستثمرون عراقيون ولبنانيون وسط العاصمة بغداد، واعتدوا على الزبائن والعاملات والعاملين في المركز بالضرب قبل أن يحطموا المركز ويضرموا النيران في أجزاء منه.
وأظهرت صور كاميرات المراقبة عملية الاعتداء التي نفذتها المليشيا، وسط غياب تام وغير مفهوم لقوات الأمن العراقية، التي يبلغ عددها في بغداد وحدها أكثر من 120 ألف عنصر، بين قوات الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية، والجيش العراقي وتشكيلات أخرى.
الهجوم الذي يأتي بالتزامن مع تفجير محلّ لبيع الخمور في بغداد ليلة أمس، تمّ في منطقة حي الكرادة، التي تتنوع انتماءات سكّانها الدينية والثقافية. وبحسب مسؤولين في الشرطة فإنّ المليشيا استخدمت هويات وسيارات الحشد الشعبي في الهجوم الذي طاول المركز، في مؤشر على مزيد من التضييق الذي تمارسه المليشيات في بغداد.
وعبّر ناشطون عراقيون عن رفضهم قيام المليشيا باقتحام مركز التدليك في حيّ الكرادة في العاصمة بغداد، ليل الخميس – الجمعة، وتحطيم محتوياته، والاعتداء على العاملات فيه.
ونشرت الناشطة، نور ميثم القيسي، مقطع فيديو قالت إنّه للمجموعة التي تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، وهي تنهال بعملية ضرب جماعي على عاملتين في مركز تدليك، داهمته هذه المجموعة.
المجموعة التي تطلق على نفسها ربع الله، تنهال بالضرب الجناعي على عاملتين كانتا داخل مركز مساج شيلان الذي داهمته هذه القوة. pic.twitter.com/LZWyOTzaBG
— Noor Mytham ALqaissi (@nooraqaissi) November 26, 2020
وقال، عمر حبيب، في تغريدة على موقع "تويتر" إنّ هذا الاعتداء يضيف اختصاصاً جديداً للأماكن التي اعتادت المليشيات استهدافها في السابق، مثل السفارات، والقنوات الفضائية، وأماكن بيع المشروبات الكحولية، موضحاً أنّ مركز المساج لم يدفع أموالاً للمليشيا التي قامت باستهدافه.
اقتحام "ربع الله" لأحد مراكز المساج وبالتالي يضاف اختصاص جديد غير القنوات فضائية، السفارات ومحلات مشروب
— Omar Habeeb || عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) November 26, 2020
على ما يبدو ان ابو المركز لم يدفع المقسوم لمليشيا وهذا ذكر الجماعة ان هذا مخالف للشرع.
ربع الله وابو جداحة وسير النعل واسماء ما نزل الله بها سلطان.
اين العراقيين؟ pic.twitter.com/wfiJZGFNpc
أمّا الفنان والكاتب العراقي، أيمن حميد، فأكّد أنّه كان يعتقد أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي هو الذي نفذ الاعتداء، لولا عبارة "ربع الله" التي كانت مكتوبة على ملابس الأشخاص الذين نفّذوا الاعتداء. وأضاف في تغريدة على موقع تويتر: "ماكو مالات (أموال)؟ نكسر ونفجر، اكو مالات؟ نحمي ونعمر".
ولله عبالي داعش!
— Aymen Hameed - ايمن حميد (@aymenhameed1) November 26, 2020
خلف الله عالتيشرتات مكتوب عليها ربع الله..
ماكو مالات؟ نكسّر ونفجر
اكو مالات؟ نحمي ونعمّر
في المقابل، قامت حسابات يديرها أنصار للمليشيات العراقية، بكيل عبارات الثناء لعملية اقتحام "ربع الله" لمركز التدليك في بغداد.
وقال عمار الشويلي، "سلمت يد ربع الله على ما قامت به من فعل يثنى عليه".
#سلمت_يد_ربع_الله
— عمار الشويلي (@mr313n) November 26, 2020
على ماقامت به من فعل يثنى عليه pic.twitter.com/juQnoOqQ2Q
كما عبّر علي أكبر عن تأييده لهذا الفعل، قائلاً "مهما كنّا ثلة وقلة، بما أنّ عملنا لله، فنحن المنتصرون". وأضاف "سلمت يد ربع الله".
مهما كنا ثله وقله...
— علي أكبر (@ali_akbar_89) November 26, 2020
بما ان عملنا لله...
فنحن المنتصرون
ان شاءالله#سلمت_يد_ربع_الله pic.twitter.com/7EG8YblNzW
وشهد ليل الخميس – الجمعة حادثاً آخر في منطقة الكرادة ببغداد، إذ قام مجهولون بتفجير أحد مخازن المشروبات الروحية في شارع 42 بالكرادة، ما أدّى إلى حدوث أضرار بمبنى المخزن وسيارة قريبة من الانفجار.
وأكّد ضابط في قيادة شرطة بغداد لـ "العربي الجديد"، أنّ هذه الحوادث بدأت تتكرّر بشكل لافت خلال الفترة الاخيرة، خصوصاً استهداف محلات بيع المشروبات الروحية. وأضاف أنّ المعلومات المتوفرة تشير إلى وقوف جماعات متطرّفة وراءها تنتمي للمليشيات وتحظى بدعم كبير من فصيلين رئيسين بشكل مباشر، هما كتائب حزب الله والنجباء.
ولفت إلى أنّ القوات الأمنية حاولت خلال الفترة الماضية، الحدّ من مثل هذه الحوادث من خلال تسيير الدوريات في المناطق المستهدفة، خصوصاً في حيي العرصات والكرادة، إلاّ أنّ هذه الهجمات المتكرّرة تتطلّب تكثيفاً للجهد الأمني.
واتهم عضو البرلمان السابق، جوزيف صليوا، بعض الجهات باستهداف أماكن بيع المشروبات الروحية في حال امتنعت عن دفع الأموال، موضحاً في مقابلة تلفزيونية سابقة، أنّ يد المليشيات والسلاح المنفلت هي الأقوى في العراق. وأضاف أنّ بعض الجهات هي في النهار أحزاب رسمية، وفي الليل تتحوّل إلى مليشيات.