في حين يُسجَّل تضارب في المعلومات حول عدد الضحايا وهوياتهم، فإنّ المؤكد هو غرق مهاجرين سوريين في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء، خلال توجّههم على متن قارب هجرة غير نظامية من الجزائر إلى إسبانيا.
وأعلن مركز توثيق الانتهاكات في شمالي سورية أنّ أربعة سوريين من مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب لقوا حتفهم في غرق قارب يقلّ مهاجرين قبالة السواحل الجزائرية، وقد عُثر على جثثهم، في حين لم تُنشر معلومات إضافية وافية حول الحادثة حتى الآن.
وقد نقل موقع "كردستان 24" عن شاب سوري من مدينة القامشلي (شمال شرق)، أنّ القارب كان يقلّ 34 مهاجراً سورياً، معظمهم من مدينة عين العرب (كوباني)، في ريف حلب وقد توفّوا جميعهم.
وأكّد الشاب الموجود حالياً في مدينة وهران شمال غربي الجزائر والذي ينتظر موعد سفره، أنّ القارب كان في طريقه إلى إسبانيا، وعلى متنه مواطنون من مختلف المدن السورية.
من جهة أخرى، أفاد شاب سوري "العربي الجديد" بوفاة أربعة أشخاص من عين العرب (كوباني) في حادثة الغرق تلك. والشاب الذي وصل إلى ألمانيا قبل أيام عبر قارب نقله من الجزائر إلى إسبانيا قبل أن يكمل طريقه إلى وجهته الأخيرة، يوضح أنّ الدفعة التي غرقت كانت التالية لدفعتهم، وجميعهم شبّان سوريون. ورجّح أن يكون العدد أكبر من أربعة، لا سيّما أنّ القارب يضمّ مهاجرين من مختلف المحافظات السورية.
لكنّ أحد أقارب الضحايا أفاد "العربي الجديد" بعدد أقلّ من 34 الذي كان قد نقله موقع "كردستان 24" عن شاب سوري، مشيراً إلى أنّ العدد الإجمالي على القارب كان نحو 12 شخصاً. وأوضح أنّ سبعة أشخاص كانوا من عين العرب (كوباني) السورية وخمسة من الجزائر.
وتنشط عمليات الهجرة غير النظامية أخيراً من شمال شرقي سورية نحو إقليم كردستان العراق ومن هناك إلى ليبيا أو الجزائر حيث مهرّبون من عين العرب (كوباني)، يشرفون على استقبال الشبّان وتأمين ركوبهم قوارب الهجرة بالتعاون مع مهرّبين من الجزائر. يُذكر أنّ كلفة رحلة الهجرة تُقدَّر بنحو 10 آلاف دولار أميركي، في حال اختار المهاجر السفر بقارب سياحي. أمّا في حال رغب في دفع مبلغ أقلّ، فسوف يكون السفر عبر قارب مطاطي.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحادثة تأتي بعد أقلّ من أسبوعَين على فاجعة "قارب الموت" اللبناني الذي غرق قبالة سواحل طرطوس، والذي أدّى إلى وفاة نحو 100 مهاجر كانوا على متنه من بين نحو 150، عدد كبير منهم من السوريين.