استمع إلى الملخص
- **قصص ملهمة من المشاركين**: معاذ أردنية (24 عامًا) أتم التلاوة في 12 ساعة، أسيد خالد الأتيرة (16 عامًا) في عشر ساعات، وموسى مدفع في ست ساعات، معبرين عن فخرهم بالمشاركة.
- **أهمية الفعالية وتأثيرها**: الفعالية عززت الروح القرآنية والتواصل الروحي، مشجعة الشباب على حفظ القرآن، وأكدت نابلس كمنارة للحفاظ على كتاب الله.
ما إن أتمّ الشاب معاذ أردنية -24 عاما- تلاوة سورة الناس مع غروب شمس السبت، حتى خرّ ساجدا لله، وسط تكبير واحتضان الأصدقاء له، ليكون قد أتم تسميع القرآن الكريم كاملا، والذي بدأه بعد الفجر مباشرة، ليكون واحدا من بين مائة حافظ وحافظة سردوا كتاب الله ضمن الفعالية القرآنية التي نظمت في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة السبت.
ويرى المشاركون في الفعالية محاكاة لتلك التي كانت تشهدها مساجد قطاع غزة، قبل العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث كان الآلاف يتلون كتاب الله ويسمعونه عن ظهر القلب في يوم واحد.
يقول أردنية لـ"لعربي الجديد" والدموع تسابقه "الحمد لله الذي أعانني على سرد القرآن الكريم كاملا. بدأت كبقية المشاركين في فعالية (صفوة القراء) أقرأ على شيخي في ساعة مبكرة من صباح اليوم(السبت) وعلى مدار 12 ساعة تخللها استراحات بسيطة، حتى انتهيت مع الغروب تقريبا".
ورغم أن أردنية يُحفّظ القرآن في أحد مساجد نابلس ويشرف على دورة تابعة للجنة زكاة نابلس المركزية تضم أكثر من ثلاثين طالبا من الفتية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتلو فيها القران دفعة واحدة وفي يوم واحد.
على غراره، أنجز الفتى أسيد خالد الأتيرة 16 عاما، تسميع القرآن الكريم في وقت أبكر قليلا، لينضم إلى شقيقاته اللواتي سبقنه في حفظ كتاب الله.
يقول والده لـ"العربي الجديد" إن أسيد بدأ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأتمه في يوم مولده الرابع عشر، الذي صادف الثامن من أغسطس/آب 2022، لكن هذه ايضا المرة الأولى التي يتلو فيها ما حفظه في جلسة تواصلت لنحو عشر ساعات كاملة.
ويضيف الأب: "ابني حصل على سند متصل برواية حفص عن عاصم. ثم استمر في تعلم الروايات العشر... هذه فعالية مميزة، أن يتنافس المئات من مختلف الأعمار في سرد آيات الله، من طلوع الشمس حتى غروبها".
وكان 250 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم، من جميع الأعمار، شرعوا بسرده من بعد صلاة فجر اليوم في أضخم تجمّع قرآني في نابلس، لتكون أول فعالية على هذه الشاكلة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مدير مديرية أوقاف نابلس ناصر سلمان لـ"العربي الجديد" إن الفعالية القرآنية "صفوة القراء" انطلقت بعد الفجر مباشرة في مسجد الروضة الذي خصص للذكور، ومسجد الحاج نمر النابلسي للإناث، وعددهم بالتساوي تقريبا، حيث يرافق كل سارد مُسمع، إضافة لطاقم إداري لمتابعة النشاط ويوفر كل ما يلزم للمشاركين فيه.
وأشار سلمان إلى أن هناك من سرد عشرة أجزاء، ومن سرد 20 جزءا، ونحو 100 سردوا القرآن الكريم كاملا، وكلهم في وقت واحد، حيث رافق كل حافظ مشرف متقن لكتاب الله، لتصحيحه وتقويمه خلال السرد.
وأوضح أن هناك زوجات وبنات وحفيدات، طالبات وأمهات، شاركنَ في مسابقة سرد القرآن الكريم غيبا في مدينة نابلس، في حين هناك رجال تجاوزوا السبعين من عمرهم شاركوا أيضا، برفقة أبنائهم وأحفادهم.
من جهته، قال الحافظ لكتاب الله موسى مدفع إنه بدأ بسرد القرآن الكريم كاملا منذ الفجر، وأنهاه في نحو ست ساعات فقط، لافتا إلى أنه يشعر بفخر كبير بتنظيم مثل هذه الفعالية في مدينة نابلس، على غرار تلك التي كانت تنظم في غزة قبل بدء العدوان عليها.
قال الحافظ لكتاب الله موسى مدفع إنه بدأ بسرد القرآن الكريم كاملاً منذ الفجر وأنهاه في نحو ست ساعات فقط،
وتابع: "زرت العديد من دول العالم العربي والإسلامي والغربي حتى، وشاركت في مسابقات عالمية في حفظ وترتيل كتاب الله وحصدت مواقع متقدمة ورفعت اسم فلسطين عاليا بفضل الله، لكن أن تكون مثل هذه الفعاليات في بلدك فلها طعم آخر. هذه بلاد القرآن وبلاد الحُفاظ ونابلس مدينة المساجد والمآذن".
أما المشاركة ميسر حمد التي تحفظ عشرين جزءا، فقد بادرت بالتسجيل للمشاركة بالفعالية فور سماعها عنها، وتقول: "كنّا ننتظر مثل هذه النشاطات على أحر من الجمر. لذلك سجلت للمشاركة برفقة أخي أحمد الذي يحفظ 15 جزءا وأختي ميسون التي تحفظ القران كاملا"، مشيرة إلى أن والديها رافقوهم في المسجد وتابعوا السرد والأداء أولا بأول.
وأوضحت ميسر وهي طالبة في سنتها الجامعية الثانية في تخصص الأحياء أنها كانت تنظر بعين الفخر وهي تشاهد مساجد غزة تتسابق لعقد مثل هذه الأنشطة قبل الحرب، وتابعت: "كم فرحت عندما رأيت نازحات يسردن القرآن الكريم في الخيام. لذلك تشجعنا أكثر للمشاركة في نابلس، وأنا أدعو كل الشباب للانضمام لدورات حفظ القرآن الكريم والالتزام بها، فنحن بدونه لا قيمة لنا، ولن يكون لنا شأن ونحن بعيدون عنه".
وتشرف لجنة زكاة نابلس المركزية على لجنة تحفيظ القرآن الكريم التي تضم أكثر من 50 دورة لحفظ القرآن في مساجد المدينة ومخيماتها، ويشارك بها أكثر من 500 طالب وطالبة، وقد أتم سابقا الآلاف حفظ كتاب الله كاملا. كما يوجد في نابلس مدرسة "أكاديمية القران الكريم" التي يبدأ فيها الطالب في مشوار الحفظ منذ سنته الأولى على أن يحفظه كاملا مع انتهاء المرحلة الثانوية وفق برنامج ممنهج ومدروس، يترافق مع التعليم المقرر من الجهات الرسمية.
أما ميسر حمد، التي تحفظ عشرين جزءًا، فقد سجلت للمشاركة برفقة عائلتها، مؤكدة أهمية مثل هذه الأنشطة.