منظمة تعمل على إنشاء مركز طبي متنقل يخدم 100 مخيم غربيّ إدلب

14 يوليو 2022
الهدف تقريب الخدمات الطبية لسكان المخيمات (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

تعاني معظم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، شمال غربيّ سورية، من قلّة المؤسسات الطبية، وخاصة المخيمات القريبة من مناطق سيطرة قوات النظام، وهذا أثّر بجودة الخدمات الصحية المقدّمة إلى النازحين، وأدى في كثير من الأحوال إلى تفاقم بعض الإصابات أو حدوث وفيات.

إزاء هذا الواقع، أطلقت الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (سيما) حملة لإنشاء عيادة متنقلة بداية هذا الشهر، تخدم سكان المخيمات الواقعة في منطقة الجانودية، قرب مدينة جسر الشغور، غربي إدلب.

وقال المنسق الطبي في المنظمة علي قدور، لـ"العربي الجديد"، إن الهدف من هذه الحملة إنشاء عيادة تؤمن الخدمات الطبية للمنطقة التي تقع على مقربة من مناطق سيطرة قوات النظام، وتندر فيها المراكز الطبية.

وبحسب قدّور، ستشمل العيادة عيادات الداخلية والنسائية وطب الأطفال والأسنان، وستخدم في المرحلة الأولى سكان 15 مخيماً، يصل عددهم إلى نحو 600 عائلة، وجاء مشروع العمل عليها بسبب ضعف الخدمات الطبية المقدمة في المنطقة، وضعف الحالة الاقتصادية للقاطنين بهذه المخيمات، الذين يعانون صعوبة في التنقل.

وأشار إلى أنه إذا ما أُنجِز هذا المشروع، فإن النساء والأطفال سيحصلون على المعاينات والأدوية وباقي خدمات الرعاية الصحية الأولية بكل يسر وسهولة، كذلك سيضم المركز مختبراً ووحدة تصوير شعاعي. وسيؤمن الحصول على الرعاية الصحية الشاملة لمن لا يقل عن 1400 مستفيد كل شهر، بمن فيهم الفئات الأكثر فقراً وتهميشاً.

ولفت قدور إلى أن هذه المنطقة يعيش فيها سكان 100 مخيم، ولا يوجد أمام المرضى، بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ، خيارات للحصول على العلاج، إما أن يتحملوا نفقات النقل المكلفة، أو الذهاب إلى العيادات الخاصة، حيث تكاليف العلاج ليست في متناول أيديهم.

بدوره قال مدير مخيم إسطنبول عبد الله أبو العبد لـ"العربي الجديد"، إن أهالي المنطقة أرسلوا عدة مناشدات من أجل إيجاد نقطة طبية في المنطقة، لأن معظم سكان مخيمات المنطقة من الأرامل وأبناء الشهداء ويحتاجون في كثير من الأحيان لمعاينات ليلية، وتقع أقرب نقطة طبية على بعد أكثر من خمسة كيلومترات.

وأشار عبد الله أبو العبد إلى أن وجود نقطة طبية سيسهّل على السكان الحصول على الخدمات الطبية، خاصة في ظل انعدام طرق جيدة للوصول إلى النقاط الطبية.

ويقطن في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام شماليّ سورية أكثر من خمسة ملايين نسمة، يعيش أكثر من مليون ونصف مليون منهم في مخيمات عشوائية تشهد واقعاً طبياً متردياً، وتنتشر على شكل شريط قرب الحدود السورية - التركية، وبخاصة في ظل صعوبة تنقّل المرضى بين مناطق إدلب من جهة وحلب والرقة والحسكة من جهة أخرى، والصعوبات الأخيرة التي طرأت على مسألة إدخال المرضى إلى المستشفيات التركية، واقتصار ذلك على الأمراض الحرجة والحالات الساخنة.

ويعود تراجع الخدمات الطبية في الشمال السوري إلى طول سنوات الحرب والقصف الجوي والصاروخي من قبل روسيا وقوات النظام، إذ أحصت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق 337 هجوماً على مرافق طبية شمال غربي سورية بين عامي 2016 و2019. وقالت، في مارس/ آذار عام 2020، إن نصف المنشآت الطبية البالغ عددها 550 في المنطقة بقيت قيد الخدمة.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في تقرير أخير، إنه يوجد أكثر من 1223 مخيماً من أصل 1489 لا تحوي أي نقطة طبية أو مستشفيات، ويقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة، كذلك يوجد أكثر من 878 مخيماً غير معزولة الأرضية، إضافة إلى 1178 مخيماً بحاجة إلى تركيب أو تجديد العزل الخاص بالجدران والأسقف، ويحتاج أكثر من 944 مخيماً إلى تجديد الخيام بشكل كامل أو جزئي.

المساهمون