منظمة الصحة: جائحة كورونا تؤثر على التقدم المحرز لمكافحة السُل

15 أكتوبر 2020
الخدمات بسبب كورونا أدت إلى المزيد من النكسات (Getty)
+ الخط -

كشفت منظمة الصحة العالمية، عن وجود تحديات أمام الوصول إلى خدمات مكافحة داء السل، موضحة أن جائحة كورونا زادت من النكسات التي تؤثر على التقدم المحرز في مجال مكافحة المرض.

وأكدت في تقرير جديد لها، الأربعاء، أنّ دولا عديدة أحرزت تقدما ثابتا في مجال مكافحة مرض السل، وهو أكثر الأمراض المعدية في العالم، وتراجعت الإصابة به بنسبة 9 في المائة بين عامي 2015 و2019، وشهدت الفترة نفسها تراجعا في معدل الوفيات بنسبة 14 في المائة.

إلا أنه وفق التقرير فقد أدت الاضطرابات في الخدمات بسبب جائحة كورونا إلى المزيد من النكسات، وفي الكثير من الدول، تم تخصيص الموارد البشرية والمالية والموارد الأخرى التي كانت مخصصة لمكافحة مرض السل، للاستجابة لتحديات كورونا، كما تأثرت أنظمة جمع البيانات وإعداد التقارير بشكل سلبي.

ويُظهر التقرير، أن الوصول إلى خدمات مرض السل لا يزال يمثل تحديًا ، وأن الأهداف العالمية للوقاية والعلاج من المحتمل أن تُفقد دون اتخاذ إجراءات واستثمارات عاجلة.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية "إن الوصول العادل إلى التشخيص والوقاية والعلاج والرعاية عالية الجودة في الوقت المناسب ما زال يمثل تحديا".

وأضاف غيبريسوس: "هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة في جميع أنحاء العالم إذا أردنا تحقيق أهدافنا بحلول عام 2022".

ووفقا للمصدر نفسه، فإنه في عام 2020 بلغ تمويل مكافحة السل وتشخيص المرض وعلاجه ورعاية المرضى المصابين به 6.5 مليارات دولار، وهو ما يمثل نصف الهدف الذي اتفق قادة دول العالم عليه في الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن السل، والبالغ 13 مليار دولار.

ووفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، اتخذت الدول إجراءات للتخفيف من تأثير الجائحة على خدمات السل الأساسية، بما في ذلك تعزيز مكافحة العدوى، قام ما مجموعه 108 دول - بما في ذلك 21 دولة ذات عبء مرتفع من مرض السل - بتوسيع استخدام التقنيات الرقمية لتقديم المشورة والدعم عن بعد لتقليل الحاجة إلى زيارة المرافق الصحية، كما شجع العديد من البلدان العلاج المنزلي، والعلاجات الفموية الكاملة للأشخاص المصابين، وتوفير العلاج الوقائي من السل، وضمان حصول المصابين بالسل على إمدادات كافية من الأدوية.

وقالت الدكتورة تيريزا كاسيفا، مديرة برنامج السل العالمي بمنظمة الصحة العالمية: "في مواجهة الوباء، تضافرت جهود البلدان والمجتمع المدني والشركاء الآخرين لضمان الحفاظ على الخدمات الأساسية لكل من مرض السل وفيروس كوفيد -19 للمحتاجين". "هذه الجهود حيوية لتعزيز النظم الصحية، وضمان الصحة للجميع، وإنقاذ الأرواح".

وتسبب السل بكتريا (البكتريا المتفطّرة السليّة) تصيب الرئتين في معظم الأحيان. وفي الإمكان علاج السل والوقاية منه.

وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء. فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون تندفع جراثيم السل إلى الهواء. ويكفي أن يستنشق الشخص بضعاً من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى.

وربع سكان العالم تقريباً مصابون بالسل الكامن، أي أنهم حاملون لعدوى بكتريا السل ولكنهم ليسوا (بعد) مرضى بالسل ولا يُمكنهم نقل المرض.

ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة 5-15 في المائة. والأشخاص ذوو المناعة المنقوصة، مثل الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكري أو يتعاطون التبغ، أشد تعرضاً لمخاطر الإصابة بالمرض.

ما زال السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عمومية وخطراً يهدد الأمن الصحي. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن هناك 000 484 حالة جديدة مقاومة للريفامبيسين - الدواء الأشد فعّالية في الخط الأول من العلاج - وأن 78 في المائة منها مصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.

يُعد القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 من بين الغايات التي تنص عليها أهداف التنمية المستدامة.

المساهمون