منظمة الصحة تؤكد: الأردن أوّل بلد يقضي على الجذام

19 سبتمبر 2024
صورة رِجلَي مصاب بمرض الجذام لم يُحدَّد مكان التقاطها، 29 نوفمبر 2009 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إنجاز الأردن في القضاء على الجذام**: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأردن أصبح أول بلد خالٍ من الجذام، بعد عدم الإبلاغ عن أي حالات محلية منذ أكثر من عقدين.

- **التأثير العالمي والإلهام**: أشادت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بإنجاز الأردن، معتبرةً أنه يُحوّل الخطاب حول الجذام ويشجع البلدان الأخرى على تعزيز جهودها.

- **أهمية الاستدامة والمراقبة**: تشدد منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الأردنية على أهمية الحفاظ على نظم ترصُّد قوية للكشف عن الحالات المحتملة في المستقبل والتدبير العلاجي لها.

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ الأردن أصبح البلد الأول في العالم الخالي من الجذام رسمياً، بحسب ما بيّنت تحقيقاتها، ورأت أنّ هذا الإنجاز المهمّ يأتي في مرحلة جديدة من الجهود العالمية في مجال الصحة العامة. وقال المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بحسب بيان صادر عن مكتبها في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الخميس: "تهنّئ منظمة الصحة العالمية الأردن على هذا الإنجاز الهائل. فالجذام يصيب البشرية منذ آلاف السنين، لكنّنا الآن نوقف انتقال هذا المرض في بلدان العالم، بلداً تلو الآخر، ونحرّر الأفراد والأسر والمجتمعات من معاناته ووصمه".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، لم يُبلّغ الأردن عن أيّ حالات من الجذام محلية الأصل منذ أكثر من عقدَين من الزمن، الأمر الذي يدلّ على التزامه السياسي القوي واستراتيجياته الفعّالة في مجال الصحة العامة للقضاء على هذا المرض. وكانت المنظمة قد كلّفت فريقاً مستقلاً بتقييم وضع الجذام في الأردن والقضاء عليه، في إطار متابعة وزارة الصحة الأردنية في هذا السياق. وبعد مراجعة مستفيضة، أوصى الفريق بأن تعترف المنظمة بالقضاء على الجذام في الأردن.

في هذا الإطار، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان حسن بلخي إنّ "القضاء على الجذام في الأردن إنجاز من شأنه أن يُحوّل الخطاب حول هذا المرض قديم العهد. والأردن، بوصفه البلد الأول الذي يحقّق هذه الغاية على الصعيد العالمي، يمثّل مصدر إلهام للبلدان الأخرى، ويشجّعها على تعزيز جهودها والتغلب على العقبات التي تعترض سبيل تحقيق هذا الإنجاز البارز". أضافت أنّ نجاح الأردن يُرسي سابقة عالمية، ويبيّن ما يمكن تحقيقه بالالتزام السياسي القوي والتفاني والتعاون والتخطيط الاستراتيجي.

من جهتها، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لجنوب شرق آسيا ورئيسة البرنامج العالمي لمكافحة الجذام لدى منظمة الصحة العالمية سايما وازد إنّ "تَمكُّن الأردن من القضاء على هذا المرض قديم العهد يُعَدّ إنجازاً تاريخياً في مجال الصحة العامة ونجاحاً كبيراً للجهود الرامية إلى القضاء على الجذام على الصعيد العالمي". أضافت أنّ "مكافحة الجذام في جميع أنحاء العالم أكثر من مجرّد مكافحة أحد الأمراض. فهي مكافحة ضدّ الوصم أيضاً، وضدّ الضرر النفسي والاجتماعي والاقتصادي. وإنّني أهنّئ الأردن على هذا الإنجاز".

ووفقاً للبيان الصادر عن مكتب منظمة الصحة العالمية في عمّان، فإنّه على الرغم من نجاح الأردن في القضاء على الجذام، تشدّد منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الأردنية على أهمية الحفاظ على نُظم ترصُّد قوية للكشف عن الحالات المحتملة في المستقبل والتدبير العلاجي لها، بما في ذلك الحالات المنقولة من الخارج، من دون تمييز.

وقد أفادت ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى الأردن جميلة الراعبي بأنّ "رحلة الأردن تسلّط الضوء على قوة الجهود المتواصلة في مجال الصحة العامة، وإمكانات التعاون العالمي للتغلب على أصعب قضايا الصحة العامة"، مبيّنةً أنّ تحقيق هذا النجاح كان ممكناً "بفضل قيادة وزارة الصحة، والتعاون القوي بين منظمة الصحة العالمية والوزارة، والدعم التقني الذي قدّمته المنظمة" على المستويات كافة. وتابعت الراعبي: "ونحن ما زلنا ملتزمين بمواصلة دعمنا للأردن وتلبية احتياجاته وتمكينه من ضمان استدامة هذا النجاح الذي يضيف إلى قائمة الإنجازات التي حقّقها في مجال الصحة العامة".

هذا هو مرض الجذام

ويُعرَف مرض الجذام أيضاً بداء هانسن، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّه "مرض قديم قِدَم الزمن، وقد ورد وصفه في كتابات الحضارات القديمة". وقد خُصّص يوم عالمي لمرض الجذام في رزنامة الأمم المتحدة للأيام العالمية، ويوافق يوم الأحد الأخير من شهر يناير/ كانون الثاني. وتشرح المنظمة أنّ هذا المرض "مزمن ومعدٍ" تسبّبه بكتيريا تُسمّى المتفطرة الجذامية، مضيفة أنّه "يصيب الجلد والأعصاب المحيطية والأسطح المخاطية للجهاز التنفسي العلوي والعينَين". وتوضح المنظمة أنّ "الجذام مرض من الممكن الشفاء منه ومن الممكن الوقاية من الإعاقة الناجمة عنه إذا ما قُدِّم العلاج في المراحل المبكرة"، مشيرةً إلى أنّ "المصابين بالجذام يتعرّضون للوصم والتمييز، بالإضافة إلى التشوّه الجسدي".

وتبيّن منظمة الصحة العالمية أنّ الجذام ينتقل من خلال الرذاذ الصادر عن الأنف والفم، ويُصاب المرء بالعدوى نتيجة مخالطة مصاب غير معالج "مخالطةً لصيقةً ومتكرّرةً على مدى أشهر عديدة"، وتشدّد على أنّ "المرض لا ينتقل عن طريق المخالطة غير المنتظمة لشخص مصاب"، أي "من خلال مصافحته أو معانقته أو مشاركته وجبات الطعام أو الجلوس إلى جانبه مثلاً"، مضيفةً أنّ "المريض يتوقّف عن نقل المرض إلى الآخرين عند بدء العلاج".

وتلفت المنظمة إلى أنّ الجذام الذي يُعَدّ من أمراض المناطق المدارية المهمَلة، ما زال ينتشر في أكثر من 120 بلداً يُبلَّغ فيها عن أكثر من 200 ألف إصابة جديدة في كلّ عام. لكنّ الجذام لم يعد يمثّل إحدى أزمات الصحة العامة على الصعيد العالمي في عام 2000، إذ خُفّض معدّل انتشاره إلى ما دون حالة واحدة لكلّ عشرة آلاف نسمة، وفي عام 2010 بالنسبة إلى معظم البلدان. وقد خُفّض عدد الحالات الجديدة تدريجياً، سواء على الصعيد العالمي أو في أقاليم المنظمة.

المساهمون