قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن حوالي مئتي إصابة بجدري القرود سُجّلت في أكثر من 20 دولة لا يعرف عن وجود تفشّ للأمراض فيها، لكنها وصفت الوباء بأنه "يمكن احتواؤه"، واقترحت وضع مخزون من حصص متساوية من اللقاحات والأدوية المحدودة المتوفرة حول العالم.
وأضافت المنظمة، خلال مؤتمر صحافي الجمعة، أنه ما زالت هناك أسئلة لم يُجاب عنها بشأن كيفية ظهور الوباء الحالي، لكن "لا دليل هناك على أن أي تغيرات جينية في الفيروس مسؤولة عن الوباء غير المسبوق".
LIVE: Technical briefing on #monkeypox at #WHA75 https://t.co/ejoP5FX4Ak
— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 27, 2022
وقالت مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في المنظمة سيلفي برياند، في إحاطة للدول الأعضاء في الجمعية السنوية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، إنّ الأولوية يجب أن تكون لاحتواء جدري القرود في البلدان التي لا يتوطن فيها المرض، قائلة إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات سريعة.
وأضافت: "نعتقد أننا إذا اتخذنا الإجراءات الصحيحة الآن يمكننا احتواؤه بسهولة". وأوضحت برياند "التتابع الأولي للفيروس يظهر أن السلالة غير مختلفة عن السلالات التي وجدناها في دول تظهر فيها الأوبئة عادة، وهذا التفشي على الأرجح بسبب تغير في سلوك بشري".
ويعد جدري القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا. وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبياً من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية.
وفي بداية الأسبوع الجاري، قال مستشار بارز لمنظمة الصحة إن التفشي في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وغيرها على الأرجح مرتبط بالجنس في حفلين أقيما مؤخراً في إسبانيا وبلجيكا. وهذا يمثل تغيراً واضحاً عن النمط التقليدي للمرض بالانتشار في وسط وغرب أفريقيا، حيث يصاب الناس عادة من حيوانات مثل القوارض البرية أو الرئيسيات، ولم تمتد التفشيات خارج الحدود.
وقالت السلطات الإسبانية الجمعة إن عدد الحالات ارتفع إلى 98، وبينها امرأة واحدة كانت عدواها "مرتبطة مباشرة" بسلسلة انتقال عدوى كانت مقتصرة في السابق على رجال، وفقاً لمسؤولين في منطقة مدريد.
أشار الأطباء في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وكندا والولايات المتحدة وغيرها إلى أن أغلب حالات العدوى حتى الآن كانت بين رجال مثليين أو على اتصال بالجنسين. لكن لم يعد المرض على الأرجح مؤثراً فقط على الأشخاص بسبب توجههم الجنسي، كما يحذر العلماء من أن الفيروس قد يصيب آخرين إن لم يتم احتواء انتقال العدوى.
وأوضحت برياند أنّ المنظمة تتوقع رؤية مزيد من الحالات في المستقبل، مضيفة "لا نعرف ما إذا كنا نرى فقط قمة الجبل الجليدي، أو ما إذا كان هناك العديد من الحالات الأخرى غير المكتشفة في المجتمعات".
الأرجنتين تسجل أول اصابة بجدري القرود في أميركا اللاتينية
وفي سياق متصل، سجّلت الأرجنتين أول إصابة مؤكدة بجدري القرود في أميركا الجنوبية، الجمعة، لرجل سافر مؤخرا إلى إسبانيا.
الرجل، وهو من بوينس آيرس، مصاب بجدري القرود، لكن سلطات الصحة بانتظار الانتهاء من استكشاف تسلسل الفيروس قبل الإعلان الرسمي عن ذلك، وفقا لمسؤول بوزارة الصحة الأرجنتينية اشترط كتمان هويته حتى الإعلان الرسمي.
هذه هي أول مرة يُؤكَّد فيها ظهور الفيروس في أميركا الجنوبية.
لم تكشف السلطات الكثير عن المريض سوى قوله إنه سافر إلى إسبانيا من 28 إبريل/ نيسان حتى 16 مايو/ أيار، وتظهر عليه أعراض متوافقة مع جدري القرود، ومنها الطفح الجلدي والحمى، منذ الأحد.
(رويترز، أسوشييتد برس)