قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن الإجلاء الطبي للمصابين بجروح خطيرة في السودان "ليس خياراً واقعياً في الوقت الحالي"، بحسب ما نقلت عنها وكالة "رويترز".
وأوضحت المنظمة أن 15 مستشفى خرجت من الخدمة في العاصمة الخرطوم، مؤكدة أنها ستجلب المزيد من التجهيزات الطبية إلى السودان بمجرد أن يسمح الوضع بذلك.
ودعت المنظمة الأممية كافة الأطراف في السودان إلى هدنة إنسانية من أجل من يحتاجون إليها للحصول على رعاية طبية.
يأتي هذا فيما يستمر إطلاق النار ودوي الانفجارات عشية عيد الفطر في الخرطوم، بينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش وقوات الدعم السريع في نزاعهما على السلطة في السودان.
وفي المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، تهرع العائلات إلى الطرق للفرار من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، التي أودت بحياة أكثر من 270 مدنياً منذ السبت وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.
وسيجتمع من جديد، الخميس، مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى للدعوة إلى وقف لإطلاق النار بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر الجمعة أو السبت.
وذكر أطباء شهود لـ"فرانس برس"، أن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحياناً.
وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام "توقف عن الخدمة سبعون بالمائة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال"، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.
وتعدّ الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية أو العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، بغضّ النظر عن الدافع أو السياق. وأكثر من مرة دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقفٍ فوري لكل الأنشطة التي تُعرِّض حياة العاملين في الرعاية الصحية والمرضى للخطر، أو تعوق تقديم الخدمات الصحية الأساسية.
(فرانس برس، رويترز)